story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
آداب |

“بصمة التراث”.. أول سلسلة رسوم متحركة مغربية تعنى بإحياء التراث

ص ص

أطلق المؤرخ والباحث في المركز الوطني للبحث العلمي محمد نبيل ملين، وصانع المحتوى مصطفى الفكاك الملقب بـ “سوينغا”، سلسلة رسوم متحركة بعنوان “بصمة التراث” تعد الأولى من نوعها التي تعنى بإحياء التراث المغربي وتقديمه بأسلوب معاصر “يجمع بين الدقة العلمية والسرد المشوق”.

وأوضح بلاغ حول الموضوع أن إطلاق هذه السلسلة جاء من منطلق أن “التاريخ ليس مجرد سجلّ للأحداث بل هو مرآة تعكس وعي الشعوب بذاتها ومساحة تتقاطع فيها الروايات والصراعات حول الماضي والحاضر والمستقبل. فالتراث بوجهيه المادي واللامادي ليس مجرد إرث محفوظ بل رهان أساسي في بناء الهوية وتعزيز الانتماء”.

ربط الماضي بالحاضر

وأفاد البلاغ بأن فكرة السلسلة “انبثقت من رؤية المؤرخ والباحث في المركز الوطني للبحث العلمي الدكتور محمد نبيل مُلين الذي يؤمن بأن التاريخ ليس ملكا للنخب وحدها بل يجب أن يكون في متناول الجميع. ومن أجل إضفاء طابع حيوي على هذه الرؤية تعاون مع مصطفى الفكاك أحد أبرز صنّاع المحتوى الرقمي في المغرب”.

وأشار إلى أن “هذا التعاون أتاح الجمع بين العمق الأكاديمي والتقنيات الحديثة في السرد البصري ليولد مشروع يربط المغاربة بماضيهم بأسلوب معاصر وجذاب”.

رحلة أسبوعية عبر الزمن

تُعرض حلقات بصمة التراث، حسب المصدر ذاته، مساء كل يوم جمعة خلال شهر رمضان، إذ “يُقدَّم كل أسبوع موضوع جديد من صفحات التاريخ المغربي”.

واستُهلّت السلسلة بحلقة مخصصة لتينمل، “تلك القلعة الجبلية التي شهدت ميلاد الإمبراطورية الموحدية، إحدى أعظم القوى السياسية والعسكرية في العالم خلال العصر الوسيط وأكبر إمبراطورية في تاريخ المغرب”.

هذه القلعة ليست مجرد موقع أثري بل مركزا دينيا وفكريا وعسكريا حيث تشكّلت ملامح مشروع سياسي غيّر وجه تاريخ المنطق وطبع عادات وتقاليد المغرب بشكل دائم.

“أما الحلقات القادمة، فستتناول موضوعات شيّقة تكشف جوانب من التراث المغربي لم تُروَ بعد بالشكل الذي تستحقه، مع الإبقاء على عنصر التشويق لاجتذاب المشاهدين وإثارة فضولهم لاكتشاف المزيد” يقول البلاغ.

التاريخ قوة فاعلة

وأشار البلاغ إلى أن أهمية بصمة التراث لا تقتصر على تقديم المعرفة، “بل تتجاوز ذلك إلى ترسيخ وعي المغاربة بقيمة تراثهم في سياق التحولات الثقافية الراهنة”، لافتا إلى أن الجدل المستمر حول أصول بعض العناصر التراثية – من القفطان إلى الكسكس – “ليس مجرد نقاش عابر بل يعكس حاجة ملحّة إلى استعادة السيطرة على السرد التاريخي، وإبراز مكانة المغرب في نسيج الحضارات”.

وسجل المصدر أن بصمة التراث تهدف إلى المساهمة في ترسيخ السيادة السّردية، “ذلك المفهوم الجوهري الذي يؤكد أن الطريقة التي يروي بها أي شعب ماضيه تحدد رؤيته للحاضر وللمستقبل”، مشيرا إلى أن معرفة الماضي ليست ترفًا فكريًا “بل أداة لفهم الحاضر واستشراف المستقبل”.

وخلص البلاغ إلى أن بصمة التراث ليست مجرد سلسلة وثائقية “بل هي مشروع ثقافي ممتد يطمح إلى إعادة تشكيل علاقة المغاربة بتاريخهم وإحياء الذاكرة الجماعية بأسلوب يليق بعراقة هذا الإرث. إنها دعوة للنظر إلى الماضي لا باعتباره زمنًا قد انقضى بل باعتباره جزءًا حيًّا من الحاضر وبوصلة توجّه المستقبل”.