story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

بايدن يقترح هاريس سفيرا لأمريكا بالجزائر “للتخفيف” من حدة الصراع المتصاعد بالمنطقة

ص ص

بعد البلاغ الذي أصدره البيت الأبيض الأسبوع الماضي، والذي يتضمن مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن بتعيين نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال أفريقيا، جوشوا هاريس، سفيرا جديدا للولايات المتحدة الأمريكية لدى الجزائر، يبدو أن أمريكا تتجه نحو دفع الجزائر، باعتبارها طرفا رئيسيا في ملف قضية الصحراء المغربية، من أجل القبول بالتسويات المقترحة بخصوص النزاع المفتعل حول ملف الوحدة الترابية للمملكة.

وفي هذا الصدد يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية محمد العمراني بوخبزة، إن “اختيار سفراء الولايات المتحدة الأمريكية ربما فيه اعتبارات مختلفة عن الاعتبارات التي تعتمد عادة في تعيين السفراء بالنسبة للدول الأخرى، هناك منطق آخر يحدد اختيار المسؤولين عن الديبلوماسية الأمريكية “، مبرزا أن “هناك مؤشرات توحي بوجود اتجاه نحو الضغط على الجزائر من أجل القبول بالتسويات المقترحة بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية”.

وفي انتظار موافقة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي على مقترح الرئيس الأمريكي بتعيين السفير الجديد لأمريكا بالجزائر، سيخلف هاريس السفيرة إليزابيث مور أوبين، التي شغلت هذا المنصب منذ 9 فبراير 2022.

وتعليقا على ذلك يقول الأستاذ الجامعي، “إن العلاقات الأمريكية الجزائرية محكومة بضوابط تابته لا تتغير، وأمريكا تعي جيدا واقع الجزائر والعقيدة السياسية للجزائر وطبيعة نظام الحكم الجزائري إلى غير ذلك، وبالتالي اختيار السفير وربما سيكون خاضعا لهاته القناعات لدى أمريكا من شركائها”.

وسيكون لتعيين السفير الجديد لأمريكا بالجارة الجزائر تأثير على العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر، وكذلك على ملف قضية الصحراء المغربية، وعلى المنطقة ككل وما تعيشه من تصدعات وتهديدات على جميع المستويات.

وفي ذات السياق، يوضح أستاذ العلاقات الدولية أن “الكل يعلم طبيعة العلاقات بين أمريكا والجزائر وأمريكا والمغرب وقد لا حظنا مؤخرا أن هناك ربما بعض المؤشرات التي تعطي الانطباع بأن أمريكا متخوفة نوعا ما من الوضع الهش الذي تعرفه المنطقة وأن هذه المنطقة لا تحتمل التصدعات أو ربما تهديد معين لهاته المنطقة”.

ويضيف الأستاذ الجامعي، “وبالتالي لاحظنا وكأن أمريكا بدأت في محاواة للبحث عن تخفيف حدة الخلاف بين المغرب والجزائر، وأن استمرار الجزائر في عدائها وتصعيدها ضد المغرب ربما لا يخدم المصالح الأمريكية في المنطقة”.

وما يدعم هذا الطرح الذي تتبناه أمريكا في تجاه التخفيف من حدة التوتر بين الدولتين الجارتين، كون السفير المسؤول الأمريكي جوشوا هاريس قام خلال شهري سبتمبر وديسمبر 2023، بزيارتين للدولتين الجارتين في إطار جولة تهدف إلى إعادة إطلاق العملية السياسية المتعلقة بقضية الصحراء المغربية، حاملا لمشروع أمريكي لحل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.

وفي هذا الباب يقول محمد العمراني بوخبزة، “هنا ربما قد نربط ما بين هاته المؤشرات الموجودة وما بين اختيار سفير أمريكي جديد في الجزائر والتحضير القبلي لهذا التعيين، وكأنه كان هناك جس نبض للطرفين الإقليميين الجزائر والمغرب لمعرفة مدى إمكانية نجاح هاريس في المهمة المسنودة إليه”.

واستطرد المتحدث قائلا، “إن هناك مؤشرات على أن أمريكا تسعى إلى التخفيف من حدة الأزمة الحاصلة بين المغرب وللجزائر لأنها قد تهدد هذه المنطقة ككل”.

وكان المسؤول الأمريكي قد زار أيضا في سبتمبر الماضي مخيمات تندوف، وأجرى محادثات مع “زعيم جبهة البوليساريو” الانفصالية، وفي هذا الجانب أوضح المحلل السياسي أن “هناك مصالح حيوية لأمريكا في منطقة الصحراء وبالتالي فإن اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على صحرائه، رغم انتقال حاكم البيت الأبيض بين الديمقراطيين والجمهوريين، فهذا الأمر يجعل أن أمريكا قد تدفع في اتجاه البحث عن حل لهذه الأزمة أو على الأقل التخفيف من حدة الأزمة بين المغرب والجزائر التي وصلت إلى مستويات ربما غير محمودة العواقب”.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد أكدت في دجنبر الماضي، أن الموقف “الواضح والثابت” للولايات المتحدة إزاء قضية الصحراء المغربية لم يتغير، مجددة دعم واشنطن للمخطط المغربي للحكم الذاتي باعتباره “جادا وذا مصداقية وواقعيا”.

وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية، في بلاغ تم تعميمه عشية زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال إفريقيا، جوشوا هاريس، إلى المغرب (17 و18 دجنبر 2023)، أن المسؤول الأمريكي “سيجدد التأكيد”، خلال مباحثاته بالرباط، “على أنه ليس هناك أي تغيير بشأن الموقف الواضح والثابت للولايات المتحدة”.

وأضاف البلاغ أن “الولايات المتحدة تدعم بشكل تام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، دي ميستورا، في تيسير عملية المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول لدى الأطراف” للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

وخلصت الخارجية الأمريكية في ذات البلاغ إلى “ضرورة التوصل، دون مزيد من التأخير، إلى حل سياسي متفاوض بشأنه”، بخصوص قضية الصحراء المغربية.