بالأهازيج والهتاف.. هكذا استقبلت حشود من المواطنين موكب الملك والرئيس الفرنسي
حشود المواطنين يميناً وشمالاً وألوان الموسيقى الشعبية بمختلف أنماطها على امتداد شارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط، وما قبله من الشوارع وما بعده، وصولاً إلى باب السفراء البوابة الشمالية لسور الطوارقة المحيط بالمنطقة التي تشمل القصر الملكي.
هكذا كان المشهد اليوم، الإثنين 28 أكتوبر 2024، أثناء مرور موكب الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قادمين من مطار الرباط سلا، مروراً بجانب مبنى البرلمان بشارع محمد الخامس، إلى ساحة المشور السعيد بالقصر الملكي حيث أقيمت مراسيم الاستقبال الرسمية.
الحشود التي تقدر بمئات الآلاف ضمت مواطنين من الرباط وآخرين من مناطق مختلفة خارج العاصمة، حجوا جميعاً ليشهدوا الزيارة الفرنسية الأولى منذ عودة مياه العلاقات الثنائية بين الجانبين إلى مجاريها، لتتوج أخيراً بدعم فرنسي رسمي لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية.
وصدحت حناجر المتوافدين على الرباط، الذين انتظروا وصول الموكب لساعات، بهتافات لملك البلاد من قبيل “ملكنا واحد محمد السادس””، وأخرى تحتفي بما حققه المغرب حتى الساعة من تقدم في ملف الصحراء المغربية مثل “مبروك علينا، هادي البداية ومازال مازال”.
وعمت المسار الذي مر منه الموكبي الرسمي، أجواء احتفالية من البهجة والرقص والغناء حضرها سياح أجانب بينهم فرنسيون إلى جانب مواطنين مغاربة.
واستقبل الملك محمد السادس اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمطار الرباط سلا، وذلك في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي على رأس وفد هام يضم 122 شخصية، إلى المملكة تمتد لثلاثة أيام.
وكان الملك محمد السادس مرفوقا في استقباله للرئيس الفرنسي وعقيلته بريجيت ماكرون بولي العهد الأمير مولاي الحسن والأمير مولاي رشيد، ونجلته الأميرة لالة خديجة وشقيقته الأميرة لالة مريم.
ويولي زعيما البلدين أهمية كبيرة، لهذه الزيارة التي يطمح من خلالها البلدان إلى بث حياة جديدة في العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس، خاصة بعد الاعتراف الرسمي الفرنسي بمغربية الصحراء في الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي للملك محمد السادس، نهاية يوليوز 2024، بمناسبة الذكرى الفضية لعيد العرش.
وبعد وصولهما القصر الملكي، عقد قائدا البلدين لقاء ثنائيا، أعقبه حفل توقيع الاتفاقيات الثنائية بين المغرب وفرنسا.
وسيستقبل رئيس الدولة الفرنسية غدا الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، بمقر إقامته رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ورئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، ورئيس مجلس المستشارين محمد ولد رشيد.
وبع ذلك، سيقوم إيمانويل ماكرون رفقة زوجته، بزيارة ضريح محمد الخامس، بحضور والي جهة الرباط سلا القنيطرة محمد اليعقوبي، قبل أن يحل بالبرلمان بعد ذلك، لإلقاء خطاب أمام مجلسيه في جلسة مستركة، ومن تم سيتناول الرئيس الفرنسي وزوجته وجبة الغداء مع وفد من المثقفين المغاربة والفرنسيين.
وستتضمن أنشطة الرئيس الفرنسي بعد ظهر يوم غد، اختتام اجتماعات المقاولين المغاربة والفرنسيين، حيث من المتوقع أن يناقش ماكرون القطاعات الاستراتيجية للمستقبل، وذلك بالجامعة الدولية بالرباط.
وفي نفس المكان، سيتم إجراء ما يسميه فريق التواصل في الإليزيه “سلسلة الألعاب” بحضور محترفين فرنسيين ومغاربة، سواء من حيث الصناعة الإبداعية أو اللاعبين.
وخلال مساء نفس اليوم، سيقيم الملك محمد السادس، مأدبة عشاء رسمية على شرف الرئيس الفرنسي وزوجته بريجيت ماكرون.
وفي اليوم الأخير للزيارة، الموافق لـ الأربعاء 28 أكتوبر 2024، سيتم عقد لقاء لمناقشة الأمن الغذائي والزراعة المستدامة في إفريقيا مع طلاب مغاربة وأفارقة، بمؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط.
وفي حدود الساعة 12.45 ظهرا، سيختم الرئيس الفرنسي برنامج زيارته الرسمية للمملكة بإلقاء كلمة أمام الجالية الفرنسية بالمغرب بمقر الإقامة الفرنسية.
ويقود الرئيس الفرنسي في زيارته للمملكة، وفدا رفيعا يتكون من 9 وزراء ومسؤولين فرنسيين ضمن 122 فرداً بينهم برلمانيون وسياسيون وعلماء وفنانون ورياضيون يرافقون رئيس البلاد في زيارته للمغرب، التي تأتي لتتويج دعم فرنسا للوحدة الترابية للمملكة، واعترافها الرسمي بسيادة المغرب على صحرائه.
وتعتبر هذه الزيالاة تتويجا لفصل جديد في عهد العلاقات بين الشريكين التقليديين، و“فرصة لمنح شراكتنا الاستثنائية رؤية متجددة وطموحة تغطي عدة قطاعات استراتيجية وتأخذ في الاعتبار أولويات بلدينا”، كما جاء في الدعوة التي وجهها الملك محمد السادس للرئيس الفرنسي شهر شتنبر الماضي.
وقد مرت العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، بفترة جمود استمرت لما يقرب من 10 سنوات، ووصلت ذروتها في السنتين أو ثلاث سنوات الأخيرة، بعد كارثة زلزال الأطلس الكبير الذي ضرب المغرب في 08 شتنبر 2023، لتأتي هذه الزيارة من أجل إعادة الدفء من جديد للعلاقات بين البلدين، خاصة بعدما اعترفت فرنسا رسميا أواخر شهر يوليوز المنصرم بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية.