بارانويا كروية !!
زيارة فوزي لقجع رفقة مسؤولين آخرين أمس الخميس لورش إعادة تأهيل مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، وإطلاقه لتصريحات من هناك، تضمنت حديثا “ديبلوماسيا” عن أندية الدار البيضاء، وإشارات مشيدة بجمهوري الرجاء والوداد، كان لابد وأن تُخرِج مرة أخرى جهابذة نظرية المؤامرة، والمصابون ب”البارانويا الكروية”، ليستلوا سيوف الإتهامات حول مخطط مزعوم يستهدف إضعاف فرق “كازا” حتى تتمكن نهضة بركان من الفوز بلقب البطولة هذا الموسم.
قالوا إن فوزي لقجع لما تأكد له أن لقب البطولة أصبح مضمونا بنسبة كبيرة لنهضة بركان بعد ابتعاده في صدارة الترتيب بفارق كبير جدا عن باقي الأندية، وبعد أن نجحت “خطته في تخريب” أندية الدار البيضاء من الداخل، “وحرمانها من أهم مصادر دخلها” بإغلاق مركب محمد الخامس، جاء الآن ل”يطبطب” على الوداديين والرجاويين بكلمات معسولة في حقهم بعدما “قضى الغرض”، وعبّد الطريق لناديه بإقصاء أقوى منافسيه لكي يفوز بلقب البطولة لأول مرة في تاريخه.
معروف أن التعصب يعمي صاحبه عن رؤية حقائق موضوعية على أرض الواقع، ويمنع من القيام بالنقد الذاتي اللازم الذي يخلص إلى المشكل ليس في الآخر، وما يقع لكثير من الوداديين والرجاويين حاليا هو هذا بالضبط.. فعوض أن يبحثوا في “جلايلهم” عن أسباب هذا الحضيض الذي وصلوا إليه في ممارستهم الكروية وفي طريقة تسييرهم الهاوية لناديهم، وأن “يشدوا الأرض” لمراجعة أنفسهم والكشف عن الأسباب التي تمنعهم من تشييد مؤسسات رياضية محترمة تستغل كل ذلك التاريخ الذي يفتخرون به، والرصيد الهائل من كبار “الكوايرية” الذين حملوا قميص الوداد والرجاء، ولكي تقدم منتوجا كرويا يجلب الملايير من أموال القطاع الخاص، تعفيهم من “البكا والشكا” من الأزمة المالية المزمنة، فهم تركوا كل هذا وذهبوا ليلصقوا كل آفاتهم في فوزي لقجع وفريق مدينته الصغيرة.
ودِدت لو أسأل هؤلاء “العايقين” بوجود مؤامرة لإضعاف أندية الدار البيضاء، لماذا انتظر فوزي لقجع كل هذه السنوات التي يرأس فيها جامعة كرة القدم ويبسط فيها نفوذه على دواليب الدولة، حتى هذا الموسم لكي “يضعِف” الرجاء والوداد ويُمَكّن بركان من لقب البطولة؟ ما الذي منعه من تطبيق مخططه “شحال هاذي”، في الوقت الذي كانت وداد الناصري تحصد الأخضر واليابس وطنيا وقاريا؟ ولماذا لم “يخرب” رجاء بودريقة وسمح لها بالفوز بلقبي البطولة والكأس الموسم الماضي؟
سؤال آخر حول جدل “مصادر تمويل نهضة بركان” الذي لم يظهر إلا في هذا الموسم.. لماذا لم يسأل هؤلاء “المناضلين” الطارئين والغيورين عن المال العام، عن مصدر أموال فريق فوزي لقجع، عندما كان الناصري يغطي صناديق الوداد بالأموال الطائلة المشبوهة؟ ولماذا لم يطرح نفس السؤال على بودريقة الذي لا يترُك عنه الرجاويون “غير اللي نساو” في اتهامه ب الصفقات المريبة، وعدم صفاء الذمة؟ لماذا لم يتساءل أحد في الدار البيضاء طيلة عقود، من أين تأتي ميزانية أندية الجيش الملكي والفتح الرباطي مثلا؟ لماذا لا يستنكرون إغراق جميع أندية كرة القدم في المغرب (ومن ضمنها الرجاء والوداد) بأموال مجالس الجماعات والمقاطعات والجهات، المقتطعة من المال العمومي الذي من المفروض أن يتم صرفه على حاجيات المواطن الأساسية في التزفيت وقنوات الصرف الصحي والإنارة والخدمات الأخرى؟
بالأمس تحدث فوزي لقجع عن مشروع تعشيب ملعبين في أكاديمية الرجاء، وملعب في مركب بنجلون التابع للوداد، وطبعا سيكون ذلك من المال العام.. تمنيت لو كان هؤلاء “المناضلين” الغيورين على فلوس الشعب التي يبني بها رئيس الجامعة ملاعب مدينته، أن يقولوا له بكل أنفة وعزة نفس “ما خصناش” ونحن قادرون على تعشيب ملاعبنا لأننا شركات رياضية “قادين بشغالنا”.. إذاك سأرفع لهم القبعة بكل احترام وأنخرط معهم في “نضالهم” ضد لقجع ومؤامراته المزعومة.