بألف توقيع.. عريضة تطالب جامعة الأخوين بطرد طلاب زاروا إسرائيل في ظل الحرب
يتواصل حراك الطلاب المغاربة، رفضا للعلاقات التي تجمع مؤسساتهم مع إسرائيل، في مواقف متتالية، تتوسع كل يوم لتشمل جامعات جديدة.
وفي السياق ذاته، أطلق ألف طالب في جامعة الأخوية، عريضة ترفض مشاركة طلاب من الجامعة، في زيارة لإسرائيل، بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية المستعرة على قطاع غزة، والتي خلفت أكثر من 127 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
ويرى الموقعون على العريضة، أن مشاركة عدد من زملائهم في الجامعة في”نشاط” في تل أبيب، يتعارض مع الأخلاق والقيم التي تعتمد عليها جامعة الأخوية الدولية.
ووجه الموقعون على العريضة، اتهامات للطلاب الذين يزورون إسرائيل في هذه الظروف بـ”تشويه سمعة جامعة الأخوين، وسمعة كل المغاربة”، داعين باقي زملائهم، لاتخاذ موقف واضح تجاه هذه الزيارة.
الطلبة الموقعون على العريضة، والذين يتزايد عددهم بشكل يومي، يقولون إنهم “لن يتركوا هذا السلوك غير الائق يمر”، مطالبين رئاسة الجامعة، بالتدخل واتخاذ موقف واضح تجاه الزيارة، وتوقيف الطلبة المشاركين فيها.
وكان شباب مغاربة، من بينهم طلبة في جامعة الأخوين، قد أثاروا الكثير من الجدل، بزيارتهم لإسرائيل، ولقائهم مع مسؤولين إسرائيليين كبار.
ويتعلق الأمر بشباب قالوا إنهم ينتمون إلى جمعية “شراكة”، نظموا على مدار أسبوع الماضي زيارة إلى إسرائيل، التقوا خلالها رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحنا، ومئير بن شباط، رئيس “معهد الإستراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي”، والذي كان يشغل منصب مستشار الأمن القومي في إسرائيل، ويد إسرائيل التي وقعت الاتفاق الثلاثي مع المغرب وأمريكا قبل أزيد من ثلاث سنوات.
وتناقلت شبكات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقاطع فيديو للشباب المغاربة، الذين قدر عددهم بـ23 شاب، في ضيافة المسؤولين الإسرائيليين، منهم مائير بن شباط وهو يحدثهم بالدارجة المغربية، وأخرى ظهروا وهم يرقصون فيها في حفلات بالأراضي المحتلة.
وانتشر مقطع لبن شباط وهو يتحدث للشباب المغاربة عن عملية “طوفان الأقصى” وأحداث “7 أكتوبر”، وقال لهم “السنوار وحماس عملو لنا عملة، غفلونا”.
كما نقلت صحف إسرائيلية، منها “جيروزاليم بوست” تصريحات للشباب المغاربة، منهم طلبة الأخوية، يتمسكون فيها بالعلاقات المغربية مع إسرائيل، ويهاجمون مناهضي التطبيع.
جمعية “شراكة” التي تقول إنها منظمة الزيارة، عرّفت الرحلة بكونها ويارة لوفد شبابي مغربي لإسرائيل من أجل “بحث مستقبل التطبيع مع إسرائيل في ظل الحرب الدائرة في غزة وضرورة استمرارها حتى تحقيق أهدافها”.
وكان المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أول الهيئات المغربية إثارة لموضوع هذه الزيارة، وعبر عن إدانته لها، خصوصا أنها تبرمج في سياق مطبوع بالعدوان على غزة والإبادة الجماعية في حق أهلها.
يشار إلى أن الزيارات بين المغرب وإسرائيل كانت قد تأثرت بأحداث “7 أكتوبر”، حيث علق المغرب رحلاته المباشرة لإسرائيل، وأكدت تقارير تسجيل انخفاض كبير فيها.
في المقابل، وعلى الرغم من التأثر الكبير للزيارات بين البلدين في الأشهر الماضية إلا أنها لم تتوقف بشكل كلي، وأشار تقرير حديث لمعهد “أبراهام” إلى أن المغرب استقبل خلال شهر مارس الماضي “حوارا للأديان” شارك فيه حاخامات إسرائيليون وسياسيون مغاربة، فيما لم تتمكن منظمة إسرائيلية، من إقامة مؤتمر كانت متمسكة بتاريخ انعقاده في شهر ماي الماضي بالدار البيضاء، وقالت إن “احتجاجات المغاربة من أجل غزة قلبت الموازين”.