اليونسكو تحتفل باليوم الدولي لمحو الأمية بتسليط الضوء على تحديات العصر الرقمي

احتفلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، يوم الاثنين 08 شتنبر 2025، باليوم الدولي لمحو الأمية لعام 2025 تحت شعار “تعزيز محو الأمية في العصر الرقمي”.
وأوضحت المنظمة الأممية، التي تنظم مؤتمرا دوليا بالمناسبة، أن الاحتفال بهذا اليوم “فرصة للتفكير النقدي في معنى محو الأمية، في يومنا هذا، وفي كيفية تصميم وإدارة ورصد برامج وسياسات تعليم وتعلم القراءة والكتابة في العصر الرقمي”.
وأبرزت أن الحدث يتيح أيضا تسليط الضوء على “السياسات والتدخلات الفعالة التي تروج محو الأمية بوصفه منفعة عامة وحقا من حقوق الإنسان، وبوصفه كذلك وسيلة للتمكين وإحداث تحول في سبيل بناء مجتمعات تتسم بقدر أكبر من الشمول والعدالة والاستدامة”.
واعتبرت اليونسكو أن “الرقمنة غيرت أساليب تعلمنا وعيشنا وعملنا وعلاقاتنا الاجتماعية، سواء سلبا أو إيجابا، تبعا لطريقة تعاملنا معها”.
ونبهت المنظمة من أن “الأدوات الرقمية، رغم أنها يمكن أن تساعد على توسيع نطاق فرص التعلم بالنسبة إلى المجموعات المهمشة، ومن ضمنها 739 مليون شخص من الشباب والكبار ممن يفتقرون إلى المهارات الأساسية في القراءة والكتابة، إلا أن هذا التحول الرقمي يمكن أن يتسبب في تهميش مزدوج، لا يقتصر على الإقصاء من التعلم التقليدي لهذه المهارات وحسب، وإنما يتجاوزه إلى الإقصاء من الاستفادة من العصر الرقمي”.
وتعتبر اليونسكو أن الرقمنة تثير أيضا انشغالات أخرى، من بينها مشاكل تتعلق بالخصوصية والمراقبة الرقمية، وتعزيز الانحياز ومشاكل متعلقة بالأخلاقيات، واحتمال حدوث الاستهلاك السلبي والآثار البيئية.
وتقام الاحتفالات السنوية باليوم الدولي لمحو الأمية بتاريخ 8 شتنبر في جميع أنحاء العالم منذ عام 1967، لتذكير واضعي السياسات والأخصائيين وعموم الجمهور بالأهمية الحاسمة لمحو الأمية، وذلك “من أجل إنشاء مجتمعات أكثر استدامة وعدلا وسلاما وإلماما بمهارات القراءة والكتابة”.
وتؤكد اليونسكو على أن “القدرة على القراءة والكتابة حق أساسي من حقوق الإنسان تتيح الفرصة أمام إعمال حقوق الإنسان الأخرى، والتنعم بحريات أكبر والانخراط في المواطنة العالمية”، كما تعتبر أن “الشعوب ترتكز على محو الأمية لإثراء معارفها واكتساب مهارات أوسع نطاقا وقيم أعظم أثرا ومواقف وسلوكيات أعم وأشمل من أجل ترسيخ ثقافة سلام دائم يسودها احترام المساواة وعدم التمييز وسيادة القانون والتضامن والعدالة والتنوع والتسامح، فضلا عن تكوين علاقات قوامها الوئام مع النفس ومع الآخرين ومع الكوكب”.
وفقا لأرقام اليونسكو، لا يزال هناك ما لا يقل عن 739 مليون شخص من الشباب والكبار يفتقرون إلى المهارات الأساسية لتعلم القراءة والكتابة في عام 2024، وذلك على الرغم من التقدم المحرز في هذا المجال. كذلك، لا يصل 4 أطفال من كل 10 إلى الحد الأدنى من إتقان القراءة، وكان 272 مليون طفل ومراهق غير ملتحقين بالمدرسة في عام 2023.