اليمين المتطرف بدائرة الاتهام.. الاعتداءات على المساجد تتواصل في فرنسا

مع تصاعد الجرائم المرتبطة بظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا، تعرّض مسجد في مدينة روسيون، يوم السبت 29 يونيو 2025، لهجوم تخريبي حوالي الساعة الخامسة صباحاً، نُفّذ من قِبل أربعة أشخاص ملثمين.
وبحسب وسائل إعلام فرنسية، قام المهاجمون بكسر نوافذ مدخل مسجد “الهدى”، الواقع في المدينة التابعة لإقليم إيزير، كما ألحقوا أضراراً بالأثاث، ولصقوا منشورات تحمل رسائل كراهية على جدران المسجد.
وقال رئيس بلدية روسيون، في تصريح لـ”ICI Isère”، إن طبيعة الاعتداء والمضامين التي ظهرت في الوثائق التي عُثر عليها في المكان، “تشير إلى أن المخربين ينتمون إلى تيار اليمين المتطرف”.
وأضاف أن الجناة فرّوا على متن سيارة مباشرة بعد تدخل حارس المسجد، الذي حال دون تصعيد الاعتداء أو إطالة مدّته.
من جانبها، رفعت الجمعية المشرفة على المسجد دعوى قضائية، بينما لا تزال التحقيقات جارية من قِبل السلطات المختصة لتحديد هوية المعتدين وتقديمهم إلى العدالة.
ويأتي هذا الهجوم في سياق متوتر، يتسم بتزايد الاستهدافات الممنهجة ضد المسلمين ومؤسساتهم الدينية، حيث سبق أن تعرّض مسجد “الرحمة” في مدينة فيلوربان لاعتداء مشابه قبل أسابيع قليلة.
فقد أُوقف شخص حينها بعدما أقدم على تدنيس المسجد، بحرق نسخة من القرآن ووضعها أمام المدخل الرئيسي للمبنى، في مشهد أثار موجة تنديد واسعة.
كما لم تسلم المحال التجارية التي يديرها مسلمون من هذه الاعتداءات، إذ تعرّضت ملحمة حلال يملكها فرنسي من أصل مغربي في إقليم “أوت غارون” لهجومين متتاليين، كُتبت خلالهما عبارات عنصرية على الواجهة الزجاجية.
وفي مارس الماضي، ظهرت كتابات تحضّ على الكراهية أيضاً على واجهات ملحمة حلال أخرى ومسجد في إقليم “هوت سافوا”، في ما يبدو أنه نمط متكرر من الجرائم ذات الخلفية العنصرية والدينية.
ووفقاً للأرقام الرسمية الصادرة عن السلطات الفرنسية، تم تسجيل 79 فعلاً معاديا للمسلمين بين شهري يناير ومارس 2025، ما يمثّل ارتفاعاً بنسبة 72٪ مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، في مؤشر مقلق على تصاعد خطاب الكراهية، حتى داخل بعض الدوائر السياسية الفرنسية.