اليازغي: احتجاجات “جيل Z” لن تؤثر على قدرة المغرب في تنظيم كأس إفريقيا 2025

في الوقت الذي لم يعد يفصل المغرب عن كأس أمم إفريقيا 2025 سوى أشهر قليلة، أكد الباحث والمتخصص في السياسات الرياضية، منصف اليازغي، أن احتجاجات “جيل Z” الواسعة التي عرفها المغرب خلال الأيام القليلة الماضية لن تؤثر على قدرته في تنظيمه كأس أمم إفريقيا 2025، مشيرا إلى أن هذه الأحداث تظل احتجاجات سلمية، لا تصل إلى درجة الاضطرابات التي قد تؤثر على تنظيم التظاهرات.
وكانت عدة مدن مغربية قد شهدت سلسلة من الاحتجاجات الواسعة التي قادها “جيل Z” في أيامها الأولى بشكل سلمي، قبل أن تنزلق الأوضاع نحو أحداث عنف وتخريب، أسفرت عن أضرار لحقت بعدد من المؤسسات والمنشآت العامة، بالإضافة إلى مواجهات قوية مع القوات الأمنية.
هذا المشهد دفع الكثيرين إلى التشكيك في قدرة المغرب على استضافة هذا الحدث الرياضي الكبير، حيث تردد الحديث عن إمكانية “سحب” الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) تنظيم البطولة من المغرب، خاصة بعد أن تم الترويج لهذا الاحتمال في عدد من المقالات التي نشرت خلال الأسبوع الأخير، وخاصة من وسائل الإعلام الجزائرية والفرنسية التي توقعت أن تؤثر الأوضاع الداخلية على قدرة المملكة على تنظيم كأس إفريقيا 2025.
في رده على هذه الشكوك والتساؤلات، أكد اليازغي، أن تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى في دول تشهد احتجاجات هو أمر عادي جدا، وقد حدث في السابق في عدة دول منها البرازيل، التي نظمت تظاهرتين كبيرتين هما كأس العالم 2014 والألعاب الأولمبية 2016، ورغم الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في تلك الفترة، لم يؤثر ذلك على سير التظاهرات أو حتى تنظيمها.
في المقابل، أكد اليازغي في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن “الإشكال يكون مطروحا حينما يغيب الأمن للوفود الرياضية، وهو أمر غير وارد بتاتا في المغرب”، حيث أوضح أن “المغرب، بفضل استقراره الأمني، قادر على ضمان سلامة الوفود الرياضية والمشجعين على حد سواء، ما يجعل احتمال سحب تنظيم كأس إفريقيا 2025 من المغرب أمرا مستبعدا تماما”.
وأوضح اليازغي أن “الوضع في المغرب يختلف، حيث كانت الاحتجاجات محصورة جغرافيا ومكانيا وزمنيا، ما يعني أنها لا تشكل تهديدا للأمن العام، حيث كانت هناك مسيرات سلمية لا اعتراض عليها، وهي حق من حقوق الشعب المغربي في التعبير عن مطالبه”.
أما بالنسبة للأماكن التي شهدت أحداث عنف وتخريب، فقد أكد المتحدث أنها “كانت متفرقة ومعزولة، وبعيدة عن الأماكن التي ستحتضن التظاهرة الرياضية، كما أن هذه الأحداث توقفت سريعا”.
ولذلك، اعتبر اليازغي أن الأحداث الأخيرة في المغرب تظل مجرد احتجاجات سلمية، لا تصل إلى درجة الاضطرابات التي قد تؤثر على تنظيم كأس إفريقيا 2025، كما أشار إلى أنه ومع اقتراب انطلاق البطولة، سيتركز الاهتمام بشكل كامل على الحدث الرياضي، خاصة أن المغاربة، المعروفين بشغفهم الكبير بكرة القدم، سيحولون أنظارهم إلى متابعة المنافسات الإفريقية.
وتاريخيا، لم يحدث أن تم سحب تنظيم كأس إفريقيا من أي دولة بسبب اضطرابات أمنية، فعلى الرغم من أن بعض الدول التي استضافت البطولة شهدت توترات أمنية، إلا أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لم يتخذ قرارا بنقل البطولة أو تأجيلها بسبب هذه الظروف.
على سبيل المثال، نظمت إثيوبيا كأس إفريقيا في عام 1976 في وقت كانت تعيش فيه اضطرابات سياسية وعسكرية وأمنية، لكن ذلك لم يمنع من إتمام البطولة كما هو مقرر.
إضافة إلى ذلك، كانت نيجيريا وغانا وجنوب إفريقيا تعاني من غياب للأمن بشكل دائم طوال السنة، بما في ذلك حوادث السرقة والقتل وإطلاق النار، ورغم ذلك، تم تنظيم كأس إفريقيا في تلك البلدان دون أن يتدخل الاتحاد الإفريقي.
في المقابل، كان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يتدخل فقط في حالة عدم استعداد الدولة المضيفة من الناحية اللوجيستية، مثل غياب البنية التحتية أو الملاعب المناسبة، ففي حالات مثل هذه، تم نقل البطولة أو تأجيلها، كما حدث مع كوت ديفوار والكاميرون.
وفي بعض الأحيان، تم سحب التنظيم بسبب التأخير في الأعمال الإنشائية للمرافق الرياضية، كما حدث مع غينيا التي تم سحب التنظيم منها بسبب التأخر في إتمام الأشغال.
وبالعودة لحالة المغرب، يتفق العديد من المراقبين أن المملكة تظل الخيار الأمثل لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2025، آخرها التصريحات الواردة على لسان باتريس موتسيبي، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الذي أكد أن المغرب هو “الخيار الأول والثاني والثالث” لتنظيم البطولة، مشددًا على أن الاتحاد الإفريقي يثق في قدرة المملكة على استضافة هذا الحدث الكبير.
وقد جاء هذا التأكيد خلال الندوة الصحفية التي أعقبت اختتام أشغال الجمع العام السابع والأربعين لـ”الكاف”، الذي انعقد في العاصمة الكونغولية كينشاسا، حيث عبّر موتسيبي عن ثقته المطلقة في قدرة المغرب على تنظيم التظاهرة، حيث قال “أنا واثق أن المملكة المغربية، بتعاون مع حكومتها وشعبها، ستنظم أفضل نسخة في تاريخ كأس الأمم الإفريقية”.