الهيبة: النويضي كان يتميز بمرح كبير ودائما مبتسما ويشاغب الشغب المفيد
تحدث الأستاذ الجامعي والمندوب الوزاري السابق لحقوق الإنسان المحجوب الهيبة، عن خصال المحامي والحقوقي الراحل الأستاذ عبد العزيز النويضي، مبرزا أنه كان دائم الابتسامة ويتميز بمرح كبير ويشاغب الشغب المفيد.
وقال المحجوب الهيبة، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، مساء أمس الجمعة 03 ماي 2024، إنه “كلما زارني الأستاذ عبد العزيز النويضي، كنا نناقش القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة قضايا حقوق الانسان والديمقراطية، وذلك رغم الاختلاف بيننا أحيانا على مستوى المقاربات، لكن دائما في إطار من الاحترام والمودة المتبادلين”، مضيفا أن الراحل، “كان يتميز بمرح كبير ودائما مبتسما، ويشاغب الشغب المفيد”.
ولم يخف المندوب الوزاري السابق لحقوق الإنسان، صدمته جراء الوفاة المفاجئة للراحل عبد العزيز النويضي، الذي وافته المنية أول أمس الخميس 02 ماي 2024، جراء أزمة قلبية ألمت به.
وقال الهيبة، “تلقيت ببالغ الحزن والأسى خبر الوفاة المفاجئة للأستاذ العزيز عبد العزيز النويضي، الذي تعرفت خلال السبعينات عندما كنا طلبة في سلك الإجازة بكلية الحقوق القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالدار البيضاء”.
وأضاف الأستاذ الجامعي أنه “قد تمتنت هذه الصداقة أكثر في السنة الأخيرة من الإجازة، حيث كنا نتردد دائما ونقضي جل أوقاتنا خارج الحصص بخزانة الكلية من أجل التعاون على إعداد العروض التي كنا نقدمها في إطار الأشغال التوجيهية، فضلا عن تعاوننا في الإعداد للامتحانات بنفس الخزانة، التي كانت أبوابها تبقى مفتوحة إلى غاية الساعة الحادية عشر ليلا كلما اقترب موعد الامتحانات”.
واستطرد قائلا: “كما توطدت علاقتنا وصداقتنا ومودتنا المتبادلة خلال دراسة السلك الثالث، بعد حصولنا على الإجازة، أي السنة الأولى والسنة الثانية من دبلوم الدراسات العليا للتحضير لدبلوم الدراسات العليا الذي كان يوازي آنذاك دكتوراه السلك الثالث بفرنسا في إطار النظام القديم”.
“وأذكر أن الفقيد السي عبد العزيز اختار أن يقوم بعمل في إطار الخدمة المدنية في التعليم بإحدى الثانويات القريبة من مقر سكنى أسرته بالحي المحمدي درب مولاي الشريف” يقول المحجوب الهيبة.
وأوضح المتحدث ذاته، أن الراحل “كان يتابع معنا في نفس الوقت دبلوم الدراسات العليا خلال تلك السنتين، وكنا نتبادل فيما بيننا الكتب والمراجع التي نقتنيها أو نطلب البعض أن يقتنيها لنا من باريس”.
وزاد قائلا، “كما كنا نحضر الحضور في إطار مجموعات متجانسة فيما بيننا، وكان السي عبد العزيز ضمن مجموعتي، حيث كنا نناقش إعداد قائمة المراجع واشكالية العرض، الذي سنقدمه والاتفاق على تصميمه وكذا التدرب على إلقاء العروض فيما بيننا قبل تقديمها أمام باقي الطلبة والأستاذ المشرف في علم السياسة العامة والعلاقات الدولية”.
وأكد أنه، “بعد نجاحه في السنة الثانية عين أستاذا مساعدا بفاس بعد اجتيازه امتحانا، وظل مواظبا على زيارتي في منزلنا كلما عاد إلى الدار البيضاء وكنا نقضي وقتا طويلا أحيانا نتناقش فيه، وكنت حينها قد توظفت أيضا أستاذا مساعدا بالدار البيضاء، حيث كان الفقيد يشاركني تجربته كأستاذ، وكنا نقضي وقتنا في تبادل التجارب حول التقدم في البحث العلمي والانفتاح على التجارب الأخرى”.
وفي هذا الصدد، “استفدت أنا شخصيا من منحة لمتابعة دورة المعهد الدولي لحقوق الانسان بستراسبورغ بفرنسا، الذي أصبح مؤسسة رينيه كاسان لحقوق الإنسان، كما استفاد السي عبد العزيز فيما بعد من نفس المنحة” يوضح المصدر ذاته.
وسجل المسؤول الحكومي السابق، أنه “التقينا مرة أخرى في لهاي بهولندا بأكاديمية القانون الدولي، إذ كنا استفدنا من منحة من أجل العمل بخزانة قصر السلام بلهاي، الذي توجد به محكمة العدل الدولية وباقي المؤسسات الأخرى”.
“كما جمعتني بالفقيد قضايا حقوق الإنسان، حيث زارني أكثر من مرة قبل حكومة التناوب التوافقي، وقبل أن يشتغل بديوان الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي رحمه” يقول الهيبة.
وأفاد الأستاذ الجامعي المحجوب الهيبة، أن الراحل “ظل الفقيد دائم التواصل معي حول الدراسات التي كان يصدرها، فضلا عن تبادل التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان والأعياد”.
وخلص المتحدث بالقول إلى أن آخر اتصال للراحل عبد العزيز النويضي به، كان حينما كان الحقوقي الراحل في طنجة، “حيث أخبرني أنه أصدر كتابا جديدا وأنه سيزورني ليهديني نسخة منه، قبل أن ينقطع الاتصال بيننا لمدة، لأفاجأ بخبر وفاته الصادم والمحزن، فرحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته ورزق أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.