الملك محمد السادس يدعو إلى الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية في غزة

دعا الملك محمد السادس إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية في قطاع غزة، والعودة إلى طاولة المفاوضات بهدف إحياء اتفاق الهدنة، في أفق الإعلان عن الوقف النهائي لإطلاق النار.
وقال الملك، في الرسالة التي تلاها عنه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، في القمة العربية ببغداد، يوم السبت 17 ماي 2025، إن الوضع المأساوي الذي تعرفه الأراضي الفلسطينية يذهب ضحيته يومياً العشرات من المدنيين الفلسطينيين العزل في الضفة والقطاع.
ونبه إلى أن هذا الوضع “يُسائل المجتمع الدولي والرأي العام العالمي، حول المعايير الكونية والإنسانية التي يتم التعامل بها مع مأساة الشعب الفلسطيني الشقيق، وما يعانيه من انتهاكات جسيمة لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولكافة مبادئ حقوق الإنسان”.
ودعا الملك إلى “التدخل العاجل لوضع حد للاعتداءات العسكرية الإسرائيلية بالضفة الغربية، خاصة عمليات هدم المنازل، وترحيل السكان الآمنين العزل من المناطق الخاضعة أمنيا للسلطات الإسرائيلية”، إلى جانب “العمل على تأمين استمرار المساعدات الإنسانية، وخاصة المواد الطبية والغذائية، إلى قطاع غزة والضفة الغربية، وعدم عرقلتها لأي سبب كان”.
كما شدد على ضرورة الحفاظ على دور وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، “ودعمها للقيام بالمهام المنوطة بها من طرف المجتمع الدولي لفائدة السكان المدنيين”.
وحث الملك محمد السادس، في رسالته، على وضع خارطة طريق متكاملة لإطلاق خطة إعادة الإعمار، التي أقرتها القمة العربية الاستثنائية الأخيرة بالقاهرة، “دون تهجير للسكان، وذلك بإدارة من السلطة الفلسطينية وإشراف عربي ودولي”.
كما جدد التأكيد انطلاقاً من ثوابت السياسة الخارجية للمملكة المغربية، ومسؤوليتها التاريخية حيال أشقائها، ومواقفها تجاه القضية الفلسطينية، على ضرورة فتح الآفاق أمام سبل الحل السياسي، “بهدف إقرار سلام حقيقي وعادل في المنطقة، يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وقطاع غزة جزء لا يتجزأ منها”.
ودعا إلى تقديم ما يكفي من الدعم للسلطة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن، وتقوية مؤسساتها، بما يستجيب لتطلعات الشعب الفلسطيني إلى الأمن والسلم والتقدم والازدهار، مشدداً على أن “المصالحة الوطنية تبقى هي المدخل الأساسي لتقوية الموقف الفلسطيني، في أي عملية سلام مرتقبة”.
وأعرب الملك محمد السادس بصفته رئيساً للجنة القدس، عن مواصلته الدفاع عن المقدسات، وعلى رأسها القدس الشـريف، “من خلال المزاوجة بين العمل السياسي والدبلوماسي والعمل الميداني، الذي تضطلع به وكالة بيت مال القدس، في إنجاز مخططات ومشاريع ملموسة، تروم صيانة الهوية الحضارية والروحية للمدينة المقدسة، وتحسين الأوضاع الاجتماعية والمعيشية للمقدسيين، ودعم صمودهم وبقائهم في القدس”.
وفي سياق متصل، أعلن الملك محمد السادس، في القمة ذاتها، قرار الرباط إعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق بعد إغلاقها منذ 13 عاماً.
وقال في هذا الصدد إن المملكة المغربية “تجدد التأكيد على موقفها التاريخي الثابت، والذي سبق وأن عبرنا عنه في رسالتنا لأخينا فخامة الرئيس أحمد الشرع”.
وأشار إلى أن هذا الموقف يتمثل في “دعم ومساندة الشعب السوري الأبي لتحقيق تطلعاته إلى الحرية والأمن والاستقرار، والحفاظ على الوحدة الترابية لسوريا وسيادتها الوطنية”.
وأضاف قائلاً: “تجسيداً لهذا الموقف إزاء أشقائنا في سوريا، ودعماً لهذا المسار الواعد، فإن المملكة المغربية قررت إعادة فتح سفارتها بدمشق، التي تم إغلاقها سنة 2012″، معتبراً أن هذا القرار من شأنه المساهمة في فتح آفاق أوسع للعلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وفي سياق متصل، أشار بوريطة في الرسالة الملكية إلى أن المغرب يتابع “بانشغال عميق، التطورات الخطيرة التي تجري في بعض الدول العربية، كاليمن والسودان ولبنان”.
وشدد على انخراط المملكة المغربية ودعمها لكل المساعي والجهود الرامية إلى الدفع بالعملية السياسية المفضية إلى الاستقرار والسلام في هذه الدول العربية، وتجاوز الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية والدبلوماسية، والحفاظ على السيادة الوطنية والوحدة الترابية للدول العربية الشقيقة.
كما جددت الرسالة الملكية التأكيد على استعداد المملكة المغربية الكامل للانخراط في أي دينامية من شأنها أن ترتقي بالعمل العربي المشترك، بما يسهم في تحقيق تطلعات شعوب المنطقة إلى المزيد من الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار.