story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

أبو زيد: إلغاء أضحية العيد فرصة لفهم الفرق بين العيد والأضحية

ص ص

اعتبر أبو زيد المقرئ الإدريسي أحد مفكري الحركة الاسلامية أن القرار القاضي بعدم ذبح أضاحي العيد لهذا العام جاء في توقيت مناسب، حيث تم الإعلان عنه بمدة كافية، ما أتاح للمغاربة، ولا سيما التجار، فرصة الاستعداد والتكيف مع الوضع دون ارتباك.

وأوضح المقرئ الإدريسي في تصريح لـصحيفة “صوت المغرب” أن القرار لم يُفرض بشكل إلزامي، بل طُرح في شكل ملتمس، مشيرًا إلى أنه جاء استجابة لمعطيات موضوعية، أبرزها تضرر القطيع الوطني، مما استدعى اتخاذ تدابير استباقية للحيلولة دون تفاقم الأزمة.

وأشار إلى أن الأوضاع الاقتصادية الهشة التي تعيشها فئات واسعة من المجتمع، والتي تجد صعوبة في تأمين ثمن الأضحية، شكلت دافعًا أساسيًا لهذه الخطوة، مما يجعلها تتماشى مع الضرورات الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها المغاربة.

وأضاف المقرئ أن هذا القرار سيبرز بشكل واضح الفرق بين “عيد الأضحى” و”الأضحية”، حيث أصبح المغاربة يعتبرون العيد مرادفًا لشراء الخروف، في حين أن جوهر المناسبة يقوم على الصلاة، والتزاور، والتراحم، والصدقة، والاحتفال بهذا اليوم المبارك، فيما تبقى الأضحية سنة مؤكدة وليست فرضًا.

وفي هذا السياق، شدد المقرئ الإدريسي على أن الفقراء، الذين من المفترض أن يكونوا المستفيدين من شعيرة الأضحية عبر التصدق عليهم باللحم، أصبحوا اليوم هم من يتحملون عبء شرائها، مما يضطر الكثير منهم إلى الاستدانة أو بيع ممتلكاتهم من أجل اقتناء الخروف.

وأردف قائلًا: “غير أن هذا القرار يفتح أمام الفقراء آفاقًا جديدة، إذ يمكن للميسورين التبرع بقيمة الأضحية لمساعدة الأسر المحتاجة على شراء اللحم أو تلبية احتياجاتها الأساسية، الأمر الذي يعزز قيم التكافل والتضامن الاجتماعي، ويعيد للعيد معانيه الحقيقية التي تقوم على التراحم والمودة بدل التركيز الحصري على ذبح الأضاحي”.

وأشار المتحدث إلى أن هذا الإجراء سيساهم في الحفاظ على القطيع الوطني، حيث كان من المتوقع أن يتفاقم العجز المسجل حاليًا، والذي يقدر بنحو 38%، ليصل إلى 50 أو 60% في حالة استمرار الوضع دون تدخل. كما أن أسعار الأعلاف، التي تضاعفت في الفترة الأخيرة، ستواصل الارتفاع، مما يزيد الضغط على الميزان التجاري والعملة الصعبة، وهو ما يشكل تحديًا إضافيًا للاقتصاد الوطني.

وشبّه المقرئ الإدريسي هذا القرار بالإجراءات التي يعتمدها المغرب في قطاعات أخرى للحفاظ على الموارد، مثل حملات الاقتصاد في استهلاك المياه، أو الراحة البيولوجية في قطاع الصيد البحري، التي مكنت من حماية الثروة السمكية، مؤكدًا أن الحفاظ على الثروة الحيوانية يندرج في هذا الإطار، باعتبار أن الأضحية ليست ركنًا من أركان الإسلام، بل سنة مؤكدة.

وخلص المقرئ الإدريسي إلى دعوة الميسورين الذين لن يتمكنوا من أداء شعيرة الأضحية هذا العام إلى التصدق بقيمتها على الأسر الفقيرة، مع إعطاء الأولوية لضحايا زلزال الحوز والمناطق المتضررة من الجفاف، مشددًا على أن الأقربين أولى بالدعم والمساعدة، وأن العيد ينبغي أن يكون مناسبة لتعزيز قيم التكافل والتراحم.

وكان الملك محمد السادس قد أهاب، مساء الأربعاء 26 فبراير 2025، بالمغاربة عدم القيام بشعيرة ذبح أضحية العيد هذه السنة، نظرًا للتراجع الكبير في أعداد الماشية وتداعياته السوسيو-اقتصادية، وذلك في رسالة تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق.