المفوضية الأوروبية تدخل على خط فراولة المغرب بإسبانيا وترقب لتقرير “أونسا”
قالت المفوضية الأوروبية إنه قد تم اكتشاف مواد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي “أ” بالفراولة القادمة من المغرب، وأكدت بالمقابل أنها لم تصل بعد إلى موائد المستهلكين. ومن جانبه، قال خوان مانويل مورينو، رئيس حكومة إقليم الأندلس، في مؤتمر صحفي ، إنهم تواصلوا مع الموزع الذي أكد لهم عدم طرحه هذه الفاكهة في الأسواق.
وقالت المفوضية في هذا الصدد إن الاتحاد الأوروبي “يمتلك بعضًا من أكثر معايير سلامة الأغذية صرامة في العالم” مؤكدة أنها تعتمد على آليات لضمان التنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء، تسهل الوصول إلى المستهلكين وتوفر معلومات محدثة عن إخطارات سحب الأغذية.
ونقلت “أوروبا بريس” عن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية “ستيفان دي كيرسماكر” أن الإخطار الصادر الذي تلقته” يوم الإثنين الماضي، والمتعلق بشحنة فراولة مغربية لا ينطوي على “مخاطر جسيمة”، لذلك ليست هناك حاجة لاتخاذ إجراء سريع في أي دولة أخرى بالاتحاد.
وأبرز أن “أمر شحنة الفراولة متروك لإسبانيا، إذ يمكن إعادة المنتجات الملوثة للمغرب أو إتلافها، لافتا إلى أن الأولوية الأساسية للمفوضية الأوروبية هي صحة مواطنيها، ولهذا تتبنى معايير سلامة الأغذية الأكثر صرامة في العالم”.
وذلك بعدما نقلت وسائل إعلام إسبانية عن جمعية المزارعين الإسبانية قولها إن “الفراولة القادمة من المغرب تحتوي على مواد سامة تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ”، موجهة بناء على ذلك إنذارا للمفوضية الأوروبية لسلامة الأغذية، بينما طالبت حكومة بلادهم “باتخاذ إجراءات عاجلة” في هذا الصدد.
وقال الإنذار الذي رفعته الجمعية السالفة الذكر إن “تصنيف الآثار المترتبة عن هذه الفراولة، تتصف بدرجة عالية من الخطورة، لأن المواد السامة التي تحتوي عليها تتجاوز الحد الأقصى المسموح به، وتؤكد بالتالي أنها تشكل خطرا على الصحة العامة، مرجعة إلى أن ذلك قد يكون ناتجا بسبب ري المزروعات بالمياه العادمة”.
وقالت المصادر ذاتها إن هؤلاء المزارعين المنتمين إلى هذه الجمعية قد راسلوا وزير الفلاحة ببلادهم، لويس بلاناس، داعين إياه “أن يطلب بشكل عاجل من الحكومة المغربية تقديم توضيحات بهذا الخصوص ومعرفة التدابير التي تعتزم اتخاذها لمنع حدوث هذا النوع من الحوادث مستقبلا”.
وتواصلت “صوت المغرب” مع المكتب الوطني للسلامة الصحية “لونسا” والذي أكد توصلها بإنذار من الجانب الإسباني، وقال مصدر من المكتب إن “المصالح المختصة بلونسا تجري بناء على الإنذار الذي توصلت به الاختبارات اللازمة من أجل البت في صحة هذه الادعاءات من عدمها”.
وليست هذه المرة الأولى التي توجه فيها أصابع الاتهام إلى الخضر والفواكه المغربية تحت ذريعة السلامة الصحية، وتزايد هذا الخطاب عند الإسبان في سياق يخوض فيه المزارعون في هذا البلد “ثورة” ضد سياسات بلادهم “التي تعتمد علة استيراد المنتوجات الفلاحية خاصة من المغرب”.