المغرب ينتظر موقفا متقدما من بريطانيا في ملف الصحراء
لم يعد المغرب يخفي تطلعه إلى موقف بريطاني واضح لصالحه في قضية الصحراء، ينضاف إلى ما سبق وعبرت عنه كل من ألمانيا وهولندا وإسبانيا وأمريكا.
وفي السياق ذاته، تساءل حكيم الحجوي سفير المغرب في لندن عن سبب عدم وجود موقف بريطاني واضح من قضية الصحراء في ظل تطور العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين بالقول “ما الذي يمنع من ذلك”.
وقال الحجوي في حوار مطول له أجراه مع صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية إنه “على مدى السنوات القليلة الماضية، حصلنا على دعم هائل من الولايات المتحدة، ومن الدول الأوروبية، بما في ذلك إسبانيا وألمانيا ولكن أيضًا هولندا وبلجيكا وغيرها، هذا بالإضافة إلى عشرات الدول العربية والإفريقية التي فتحت قنصلياتها بالصحراء، كاعتراف واضح بسيادة المغرب على صحرائه، إذن ماذا عن المملكة المتحدة؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه الجميع”.
واستعرض الحجوي حصيلة التبادلات والتعاون بين بريطانيا والمغرب في المجال الاقتصادي، وقال في هذا الصدد بشكل ساخر إن الأشخاص الذين يشكون من أسعار المنتجات في بريطانيا مثل الطماطم القادمة من الاتحاد الأوروبي فقد أصبح بإمكانهم الحصول عليها بجودة أحسن وثمن أرخص من المغرب بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف الحجوي قائلا “اشتري لك الطماطم من المغرب!” وقال السفير الحجوي، لكنه أشار إلى أن هناك العديد من الفرص الأكبر التي يمكن الحصول عليها مع بلاده.
وقال: “يمكننا أن نقدم أكثر بكثير من مجرد الطماطم والتوت الطازج. خذ الطاقة على سبيل المثال، لقد استثمر المغرب بكثافة في الطاقة الخضراء ولديه القدرة على المساهمة في أمن الطاقة لشركائه الاستراتيجيين”.
وحدد الحجوي المجالات التي يسعى المغرب لتوسيع شراكته فيها مع بريطانيا، والتي تشمل حسب قوله قطاعي الأعمال والأمن، في الوقت الذي يرى المغرب حسب تصريحات لمسؤولين منهم وزير الخارجية ناصر بوريطة أن التعاون في مجالات الفلاحة والصيد البحري أنماط تعاون تقليدية.
وأشار الحجوي إلى أن المغرب يتجه ثقافيا نحو المملكة المتحدة، وقال: ” التحول الذي يحدث في المغرب بطريقة طبيعية وعضوية للغاية بين الأجيال الشابة، والتي تتحدث الآن الإنجليزية بطلاقة”.
وفي الواقع، تم التأكيد على العلاقات المتنامية بين البلدين عندما اختار المغرب المملكة المتحدة وليس فرنسا كشريك مساعدات دولي في أعقاب الزلزال الكارثي الذي ضربه في وقت سابق من هذا العام.