المغرب يدين “بأشد العبارات” تجدد العدوان الإسرائيلي على غزة

أدانت المملكة المغربية في أول رد رسمي “بأشد العبارات” استئناف الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أول أمس الثلاثاء، وذلك حسبما أكده وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة في ندوة صحافية على هامش جلسة إفريقية حول الذكاء الاصطناعي الخميس 20 مارس 2025.
وقال بوريطة، إن “الوضع خطير جدا، كان هناك بريق أمل مع إعلان وقف إطلاق النار، ونرى اليوم تراجع الحكومة الإسرائيلية وخرقها لاتفاق وقف إطلاق النار، والمملكة تدين الأمر بأشد العبارات”، معتبرا أن ما تقوم به إسرائيل “عملا مدانا ولا يساهم في إقرار السلام بالمنطقة”.
ويترأس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، الخميس عبر تقنية الاتصال المرئي، اجتماعا وزاريا لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي حول “الذكاء الاصطناعي وتأثيره على السلم والأمن والحكامة في إفريقيا”.
وأشار المسؤول المغربي إلى أن المملكة تتابع استئناف الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة المئات، داعيا كل الأطراف إلى العمل على تثبيت وقف إطلاق النار.
وأضاف بوريطة أن سياسة التجويع ووقف المساعدات تخلق المآسي في قطاع غزة “وهو أمر غير مقبول يتحدى المنطق الإنساني والأممي”.
وخلص المتحدث إلى أن الملك بصفته رئيسا للجنة القدس “أكد بشكل كبير على أن تثبيت وقف إطلاق النار عنصرا أساسيا وحاسما نبني عليه للمرور إلى المراحل المقبلة”، لافتا إلى أن الاتفاق لا يجب أن يخضع للحسابات الضيقة وألا يكون مجالا للمزايدات والمساومة.
وفي هذا الصدد، قال أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة محمد الأول بوجدة خالد الشيات إن موقف الرباط ثابت، “رغم الضغوطات التي يمكن أن يتعرض لها المغرب نتيجة الوضع الاستراتيجي الحالي المرتبط بإدارة ترامب”.
ويرى الشيات، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن المغرب “لا يمكن أن يقبل، في أي حال، العدوان الدموي الذي تمارسه القوات الإسرائيلية في غزة، والذي يأتي على الأخضر واليابس، والأطفال والنساء والشيوخ، دون أي اعتبار للقانون الدولي أو القيم الإنسانية”.
وتابع الشيات أن “المغرب كان من الدول الداعمة للخطة العربية لإعادة إعمار غزة، ومن المناسب أن يصدر موقفاً يتناسب مع ثوابته الدائمة، والمستمرة تجاه القضية الفلسطينية”.
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، الخميس 20 مارس 2025، استشهاد 710 فلسطينيين منذ الثلاثاء الماضي، جراء مواصلة إسرائيل الإبادة والتطهير العرقي في القطاع بدعم أمريكي.
وقال متحدث الوزارة خليل الدقران، في تصريح للأناضول: “وصل إلى مستشفيات القطاع 710 شهداء وأكثر من 900 جريح منذ الثلاثاء جراء الإبادة الإسرائيلية على غزة”.
وأضاف أن 70 بالمئة من المصابين هم من الأطفال والنساء، مشيرا إلى أن معظمهم تعرضوا لإصابات وصفت بـ”الخطيرة”.
وأوضح أن “العديد من الجرحى توفوا بسبب تعذر تقديم الرعاية الطبية العاجلة، نتيجة النقص الحاد في المعدات والأدوية الأساسية، في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع”.
ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل جرائم إبادتها الجماعية بغزة بشن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدفت المدنيين، في هجمات تعد أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير الماضي.