المغرب يخطط لتحسين العبور نحو سبتة ومليلية
لا زالت سبتة ومليلية المحتلتين نقطة خلاف بين المغرب وإسبانيا على الرغم من تجاوز البلدين لأزمة خانقة بتوافقات كبرى وتاريخية، منها دعم إسبانيا للسيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية.
فعلى الصعيد الداخلي في إسبانيا، بدأ الضغط يشتد على حكومة بيدرو سانشيز للوفاء بوعدها بإعادة فتح الجمارك في المعابر مع المغرب، في وقت يسعى فيه المغرب للحفاظ على وضع قائم سطره قبل أزمة كورونا بوقف نقل البضائع من الثغرين المحتلين، وسعيه لإدخال إصلاحات جوهرية في نقاط العبور مع سبتة ومليلية المحتلتين.
هكذا يرى المغرب وضع العبور نحو المدينتين
من الجانب المغربي، بسط وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت مؤخرا، خطة المغرب لتحسين الظروف في المعابر نحو سبتة ومليلية المحتلتين، لتجاوز الاختلالات السابقة، وضمان انسيابية تنقل المواطنين وتسريع الإجراءات الإدارية والجمركية.
ووعد لفتيت، في جواب على سؤال كتابي بالبرلمان بتوفير موارد بشرية إضافية ووسائل تقنية جديدة، وزيادة عدد الموارد البشرية في المعابر، وتجهيزها بالبنية التحتية اللازمة لضمان التدفق السلس وتزويدها بالتكنولوجيا الحديثة.
غير أن لفتيت لم يتحدث عن موعد محدد لإعادة فتح الجمارك، كما أن النقاش حول “التهريب المعيشي” حسمه المغرب قبل أزمة كورونا، بإغلاق قوسه بشكل نهائي، ما ألحق أضرارا اقتصادية بالغة بالثغرين المحتلين.
ضغط متزايد على سانشيز
حديث وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت عن تصور المغرب لإصلاح وضعية المعابر الحدودية، يأتي في وقت يشتد فيه الضغط على الحكومة الإسبانية المركزية من قبل الحكومتين المحليتين في الثغرين المحتلين للتوصل إلى توافق مع المغرب يتم بموجبه السماح مجددا بنقل البضائع عبر المعبرين.
وتجنبت حكومة بيدرو سانشيز إعطاء أي رد واضح للحزب الشعبي في البرلمان حول أسباب “التأخير” الذي تم تسجيله لإعادة العمل بالجمارك التجارية بحدود سبتة ومليلية.
وقال سانشيز في رد حديث له على برلماني ساءله حول أزمة المعابر إن” المغرب دولة جارة وشريك استراتيجي تربطنا به علاقة عميقة ونقيم معه حوارا مستمرا يشمل مجالات متعددة”.
واكتفى سانشيز في رده على تساؤلات البرلماني بجملتين، قال فيهما إن “سبتة ومليلية المتمتعة بالحكم الذاتي هما من أولويات الحكومة الإسبانية”.
المغرب يطوي صفحة الجمارك ويضع أهم إنجازات سانشيز على المحك
النقاش عن الجمارك بين الثغرين المحتلين بدأ قبل تنصيب سانشيز لولايته الجديدة، حيث وجه نواب بحزب الشعب بغرناطة سؤالا إلى الحكومة المركزية بالنيابة آنذاك لمعرفة توقيت إعادة فتح الجمارك التجارية في المدينتين.
وقال النواب لسانشيز إن التأخر في إعادة فتح الجمارك يسائل معطيات تم عرضها كأحد الإنجازات الرئيسية لإعادة العلاقات مع المغرب في أبريل 2022 بالرباط .
حديث النواب يشير إلى عرض كان خوسيه مانويل ألباريس قد قدم عرضا أمام البرلمان الإسباني بعد انعقاد اللجنة العليا المشتركة مع المغرب في أبريل الماضي، أكد فيه أنه تم اتخاذ “خطوات” لإعادة فتح المعابر، وهو التزام تحت الاختبار الآن.
جحيم العبور نحو سبتة ومليلية
وكانت النائبة البرلمانية عزيزة بوقرين عن حزب الحركة الشعبية قد وجهت سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية، وصفت فيه صعوبة العبور عبر المنفذين.
وقالت البرلمانية إن رحلة المواطنين المغاربة العائدين عبر معبري مليلية شاقة، بسبب الانتظار الطويل وبطء العملية الإدارية والجمركية.
وشددت النائب البرلمانية على أن “المواطنين يضطرون إلى البقاء تحت حرارة الشمس الشديدة طوال فترة الانتظار حتى استكمال الإجراءات”، مؤكدة على أن المعاناة تتعاظم في حالة وجود ونساء وشيوخ، مع ارتفاع درجات الحرارة وغياب المرافق الصحية الكافية.