المغرب لدي ميستورا: المجتمع الدولي يدعم الحكم الذاتي في الصحراء والنقاش خارجه “حلقة مفرغة”
عاد المغرب لتوجيه رسائل مباشرة إلى ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، مطالبا إياه بالخروج من “الحلقة المفرغة” ومواكبة التوجه الدولي في دعم مقترح الحكم الداتي كحل واقعي لقضية الصحراء المغربية، وذلك بعد شهرين من التوتر في العلاقة بين الجانبين، بعدما وسع دي ميستورا مشاوراته حول الصحراء بما يتجاوز الأطراف الأربعة ويشمل جنوب إفريقيا.
وفي السياق ذاته، قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الثلاثاء 11 يونيو 2024، في ندوة مشتركة مع نظيرته السلوفينية بالعاصمة الرباط، إن ملف الصحراء المغربية حظي بدفعة قوية خلال السنوات الأخيرة، من خلال الدعم المتواصل لمقترح الحكم الذاتي كأساس لحل نهائي وواقعي ومستدام للنزاع.
وأضاف بوريطة أنه اليوم، 17 دولة في الاتحاد الأوروبي تعبر عن دعمها لمخطط الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب، بصيغة أو بأخرى، كما أن 100 دولة على المستوى الدولي تدعم المقترح، موزعة على كل القارات بما فيها الموقف الساباني الذي تم التعبير عنه مؤخرا.
ويرى بوريطة في هذا الدعم المتزايد للمبادرة التي يقدمها المغرب لحل نزاع الصحراء رسالة للمجتمع الدولي، مفادها أنه “حان وقت إنهاء هذا النزاع في إطار الحكم الذاتي”، وتأكيد على أن “هناك فرصة اليوم ويجب أخذها للعمل على حل نهائي” لأنه “لا ممكن إلا احلكم الذاتي”.
وانتقد بوريطة الأطراف الأخرى، في إشارة إلى الجارة الشرقية الجزائر وجبهة “البوليساريو” الانفصالية، وقال إنها ضيعت الكثير من الوقت، وأمامها فرصة أخيرة لحل النزاع، تحت مبادرة الحكم الذاتي التي يقدمها المغرب.
ووجه بوريطة رسالة واضحة للامم المتحدة ومبعوثها دي ميستورا، وقال إن رسالة المجتمع الدولي واضحة في دعم مبادرة المغرب للحكم الذاتي، وعليها أن تأخذها بعين الاعتبار و”الخروج من مسار الحلقة المفرغة والتوجه نحو الحكم الذاتي وهو الحل الوحيد الممكن”.
وكان المغرب قد عبر خلال شهر أبريل الماضي مع بداية توسيع مشاورات دي ميستورا عن رفضه للخطوة، حيث انتقد بلهجة شديدة زيارته إلى جنوب إفريقيا.
وسجل عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن “المغرب لم يتم إبلاغه بزيارة المبعوث الأممي إلى دولة جنوب أفريقيا، وفور علمنا بمشروع هذه الزيارة، قبل أسابيع، أعرب المغرب عن رفضه التام لها سواء لدى دي ميستورا أو الأمانة العامة للأمم المتحدة” مشددا على أن “المغرب يرفض بشكل قاطع أي تفاعل لبريتوريا بشأن قضية الصحراء المغربية، ما جعلنا نقدم أسبابنا المشروعة والموضوعية”.
وتابع هلال، “لقد حذرنا دي ميستورا بوضوح تام من عواقب زيارته لدولة جنوب أفريقيا، وقمنا بتذكيره بأسس مهمته، المتمثلة في رسالة تعيينه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، والتي تخول له العمل، حصرا، مع الأطراف الأربعة المعنية بالعملية السياسية، والتي تندرج في إطار قرارات مجلس الأمن منذ سنة 2007، ومن بينها القرار 2703 بتاريخ 30 شهر أكتوبر الماضي.
غير أن المغرب، لم يعد للحديث عن جولات دي ميستورا، والتي كانت قد أخذته إلى روسيا ثم إلى بريطانيا مؤخرا، غير أنه دأب على زيارة إسبانيا ولقاء مسؤوليها، كما أنه أجرة منذ تسميته في هذا المنصب سلسلة مشاورات مع مسؤولين من دول أخرى منها دول عربية مثل الإمارات، وذلك في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.