story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

المظاهرات الشعبية تدفع آلاف الإسرائيليين لإلغاء الاحتفال بعيدهم في المغرب

ص ص

دفعت المظاهرات الشعبية المتواصلة ضد العدوان الإسرائيلي على غزة العديد من اليهود من أصول مغربية حول العالم، خاصة الإسرائيليين والفرنسيين، إلى إلغاء خططهم للاحتفال بعيد الفصح العبري في المغرب، معتبرين أن المملكة “أصبحت من أكثر الدول عداء لإسرائيل”.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن يهوداً من أصول مغربية “قرروا الاحتفال بعيد الفصح في تل أبيب وإيلات بدلاً من السفر إلى مراكش أو الدار البيضاء” بسبب التوترات السياسية والمظاهرات المناهضة لإسرائيل. وأشارت القناة إلى أنه من المتوقع أن يصل إلى إيلات قريباً ما لا يقل عن 1,000 سائح من فرنسا.

ويعتبر عيد الفصح أحد الأعياد الرئيسية في الديانة اليهودية، ويحتفل به كذكرى لخروج بني إسرائيل من مصر هربا من فرعون، ويمتد لـ7 أيام ويوافق شهر أبريل.

وأوضحت القناة الإسرائيلية أن هذا القرار جاء نتيجة “الأزمة السياسية التي أثارتها المظاهرات الواسعة في المغرب ضد إسرائيل، إلى جانب الدعم المتزايد لحماس وإيران وحزب الله، وتصاعد المشاعر المعادية لليهود في البلاد”.

وقالت إن المغرب كان وجهة سياحية مفضلة للإسرائيليين قبل الحرب، وكان يُعتبر من الدول الصديقة لإسرائيل بعد اتفاقيات أبراهام، لكنه تحول إلى “واحد من أكثر الدول عداء لها، إذ شهد أكثر من 5,000 مظاهرة تضامناً مع غزة واحتجاجات مناهضة لإسرائيل، بل ووُجهت خلالها هتافات عنصرية ضد اليهود”.

كما كشفت إحصائية حديثة أن 97.1% من المغاربة يدعمون عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023، باعتبارها “مقاومة للاحتلال الإسرائيلي”.

وذكرت القناة أن هذا التحول في الرأي العام المغربي دفع العديد من الإسرائيليين إلى “إعادة النظر في زياراتهم للمملكة، مفضلين إبقاء أموالهم داخل إسرائيل كنوع من التضامن مع دولة الاحتلال”.

ونقلت القناة عن رجل أعمال مقيم في فرنسا اسمه هارون إسرائيلي، قوله: “كل عام، يسافر حوالي 25 ألف يهودي من أصول مغربية، من فرنسا وكندا والولايات المتحدة وإسرائيل، إلى المغرب لقضاء عيد الفصح. يقومون باستئجار حوالي 100 فندق في مراكش والدار البيضاء، ويجهزونها بالكامل، ويجلبون طهاة لإعداد الطعام الخاص بهم”.

وأضاف إسرائيلي، الذي أشارت القناة إلى أنه يمتلك استثمارات في المغرب: “لكن هذا العام، وبسبب الاحتجاجات والمخاطر المتزايدة على اليهود، قررنا عدم الذهاب”. وتابع قائلاً “لا نفضل إبقاء أموالنا في المغرب. لن نمول كارهي إسرائيل”.

كما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن يهودية مقيمة في ميامي، تصريحها بأن “السلطات المغربية يجب أن تشعر بالخجل لسماحها بالمظاهرات المناهضة لإسرائيل ويهود المغرب”. وأضافت: “لقد اتهمونا بأننا عملاء للموساد! هذا العام، ستبقى جميع الفنادق فارغة. لقد حجزنا عطلات في إيلات وتل أبيب، إنها باهظة الثمن، لكن على الأقل سنساهم في اقتصاد إخوتنا في إسرائيل وليس أعدائنا في المغرب”.

في سياق متصل، أفادت سلطة المطارات الإسرائيلية بزيادة متوقعة بنسبة 17% في حركة المسافرين إلى تل أبيب وإيلات عبر مطار رامون خلال شهر أبريل، وذلك نتيجة قرار العديد من الأشخاص بعدم زيارة المغرب خلال عيد الفصح. وتشمل هذه الزيادة عودة رحلات الطيران العارض إلى إيلات، خاصة الرحلات المباشرة من باريس.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة في أكتوبر 2023، شهد المغرب موجات متتالية من الاحتجاجات الشعبية الداعمة للفلسطينيين.

وتواصل الحراك بوتيرة شبه يومية طوال فترة العدوان، إذ نظمت عدة هيئات مغربية، من بينها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، ومجموعة العمل الوطنية، والهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، مظاهرات ووقفات ومسيرات في مختلف المدن المغربية.

وبحسب آخر الإحصاءات التي أعلنتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة في أكتوبر الماضي، فقد تجاوز عدد الفعاليات المناصرة لغزة والمناهضة للتطبيع 6,500 فعالية. ولم تخفت هذه الاحتجاجات إلا بعد إعلان وقف إطلاق النار في يناير 2025، حيث خرج آلاف المغاربة في فعاليات احتفالية تعبيراً عن فرحتهم بانتصار المقاومة الفلسطينية.

ومع ذلك، استمرت المظاهرات في الرباط وطنجة ومراكش ومدن أخرى احتجاجاً على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لترحيل سكان غزة، إضافة إلى زيارة وزيرة إسرائيلية إلى المغرب.

وفي يوم السبت 22 مارس 2025، خرج آلاف المغاربة في مسيرات شعبية حاشدة تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة، مطالبين بإنهاء التطبيع. وشهدت عدة مدن، بينها الدار البيضاء، مظاهرات حاشدة، أبرزها المسيرة التي اتجهت نحو القنصلية الأمريكية. كما يُتوقع أن تشهد أيام الجمعة والسبت والأحد القادمة موجة جديدة من الاحتجاجات في مختلف مدن المغرب، بما فيها الرباط.

ومنذ 18 مارس الجاري، استأنف الكيان الإسرائيلي هجماته على غزة، وكثف جرائم إبادته الجماعية بشن غارات عنيفة ضد المدنيين الفلسطينيين على نطاق واسع، وهو ما يعد خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير الماضي.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الخميس 27 مارس 2025، أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ استئناف الإبادة في 18 مارس 2025، ارتفعت إلى “855 شهيداً وألف و869 إصابة”.

وبذلك، ارتفعت حصيلة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى “50 ألفاً و208 شهيداً، و113 ألفاً و910 إصابة”، وفقاً للمصدر ذاته.