“المصباح” يشيد بالقرار الملكي في إلغاء ذبح الأضاحي ويدعو الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها

رحبت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بمضامين الرسالة الملكية التي أهاب فيها الملك بالشعب المغربي عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة، مع الحفاظ على الطقوس الروحانية المرتبطة بعيد الأضحى، مؤكدة “أن القرار يعكس حرص الملك على تخفيف الأعباء عن المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة”.
وثمّنت الأمانة العامة للحزب في بلاغ أصدرته الخميس 27 فبراير 2025، ما ورد في الرسالة الملكية من تأكيد على تمكين المغاربة من أداء فرائضهم وسننهم الدينية وفق مقتضيات الشرع، حيث اعتبرت أن “هذا التوجيه يأتي في سياق الحفاظ على التوازن بين الالتزام الديني ومتطلبات الواقع الاقتصادي والاجتماعي، خاصة في ظل التحديات الراهنة”.
وأشارت الأمانة العامة إلى أن “تراجع أعداد الماشية نتيجة التغيرات المناخية والصعوبات الاقتصادية كان يهدد بضرر كبير على فئات واسعة من المواطنين”، مؤكدة أن هذه المبادرة تهدف إلى “التخفيف من الأعباء المالية عن الأسر المغربية، خصوصاً ذوي الدخل المحدود”.
وفي المقابل، شدد “المصباح” على ضرورة أن تتحمل الحكومة مسؤوليتها في مواجهة هذه الأزمة، داعياً إلى تنفيذ برنامج مستعجل لدعم الفلاحين ومربي الماشية، حيث أوضح “أن وقف تشجيع استيراد الماشية بات ضرورة للحفاظ على القطيع الوطني، خاصة أن الدعم والإعفاءات الممنوحة للواردات لم تؤدِّ إلى انخفاض الأسعار”.
وفي هذا السياق، دعا المصدر ذاته الحكومة إلى “اغتنام هذه الفرصة لإعادة تكوين القطيع الوطني من الماشية”، وذلك من خلال برنامج مستعجل لدعم الفلاحين ومربي الماشية ومواكبتهم، ووقف تشجيع استيراد الماشية، محذراً من أن “الاستمرار في هذا النهج سيؤدي في النهاية إلى إضعاف القطيع الوطني”.
وفي السياق، قال الملك في الرسالة، التي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، الأربعاء 26 فبراير 2025، إنه “من منطلق الأمانة المنوطة بنا، كأمير للمؤمنين والساهر الأمين على إقامة شعائر الدين وفق ما تتطلبه الضرورة والمصلحة الشرعية، وما يقتضيه واجبنا في رفع الحرج والضرر وإقامة التيسير، والتزاما بما ورد في قوله تعالى: “وما جعل عليكم في الدين من حرج”، فإننا نهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة”.
وأضاف الملك أنه سيقوم بذبح الأضحية نيابة عن الشعب المغربي وسيرا على سنة جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، عندما ذبح كبشين وقال: “هذا لنفسي وهذا عن أمتي”.
وأهاب بالمغاربة بأن يحيوا عيد الأضحى “وفق طقوسه المعتادة ومعانيه الروحانية النبيلة وما يرتبط به من صلاة العيد في المصليات والمساجد وإنفاق الصدقات وصلة الرحم، وكذا كل مظاهر التبريك والشكر لله على نعمه مع طلب الأجر والثواب”.
وأوضح الملك في رسالته أن الاحتفال بعيد الأضحى “ليس مجرد مناسبة عابرة، بل يحمل دلالات دينية قوية، تجسد عمق ارتباط رعايانا الأوفياء بمظاهر ديننا الحنيف وحرصهم على التقرب إلى الله عز وجل وعلى تقوية الروابط الاجتماعية والعائلية، من خلال هذه المناسبة الجليلة”.
وتابع أنه “حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، يواكبه واجب استحضارنا لما يواجه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية، أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية”.
ولهذه الغاية، يقول الملك، “وأخذا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، فإن القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررا محققا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لاسيما ذوي الدخل المحدود”، مهيبا بالمغاربة إلى عدم إقامة شعيرة ذبح أضحية العيد هذه السنة.