المزارعون الإسبان يشتكون تضررهم من إلغاء ذبح الأضاحى في المغرب

نقلت صحف إسبانية، أن المزارعين الإسبان بدأوا يشعرون بتداعيات القرار الملكي المغربي، الذي دعا إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى لهذه السنة، حيث وجد المصدرون الإسبان أنفسهم في “مأزق” بسبب فائض الماشية التي كانت موجهة للبيع في المغرب.
وأشار المصدر إلى أن المزارعين الذين كانوا يخططون لتصدير مواشيهم من الأبقار والأغنام إلى المغرب لتلبية الطلب المرتفع مع اقتراب عيد الأضحى، باتوا يواجهون صعوبة في تصريف الأغنام المخصصة للتصدير بعد توقف الطلب عليها، معبرين عن قلقهم من انخفاض الأسعار نتيجة هذا القرار.
ولطالما اعتمد المزارعون الإسبان على الصادرات الموجهة إلى المغرب لدعم أسعار المواشي محليا، وخاصة خلال فترة عيد الأضحى بالمغرب التي تشهد طلبًا مرتفعًا، غير أن توقف المملكة عن الاستيراد هذا العام، أدى إلى تراكم أعداد كبيرة من الأغنام والعجول في المزارع الإسبانية، وخلق حالة من عدم اليقين بين المزارعين والتجار.
وفي هذا السياق، قال أنطولين ألونسو، تاجر إسباني، في تصريح نقلته صحيفة “لا جازيت” الإسبانية، “إن المغرب توقف عن الشراء، وهذا واضح، لأن العجول والأغنام في السوق الإسبانية تكتسب قيمتها من حجم الصادرات”، وهو ما يعني أن أي تراجع في الطلب المغربي يؤدي مباشرة إلى انخفاض قيمة الماشية في السوق الإسباني.
ومن جانبه، قال أحد التجار، أنطونيو غارسيا، لنفس المصدر: “إنهم متوقفون، لا نعرف ما سيكون مصير الخراف التي تزن 45 أو 50 كيلوغرامًا”.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه بسبب ركود الصادرات نتيجة الظرفية في المغرب، بدأت أسعار الأغنام في إسبانيا في الانخفاض، حيث قال المزارع سيليستينو مارتن: “بعد قرار المغرب، أصبحت الأغنام الأثقل في وضع أسوأ”، في إشارة إلى حالة عدم اليقين التي تسود السوق.
وكان المغرب قد اتجه، خلال السنوات الماضية، نحو فتح الباب أمام استيراد المواشي الحية لدعم العرض خلال فترة عيد الأضحى، خصوصا في ظل التراجع الكبير الذي عرفه القطيع خلال السنوات الأخيرة والذي وصلت نسبته إلى 38% هذه السنة مقارنة برقم سنة 2016، وهو ما دفع المغرب إلى الانفتاح نحو أسواق خارجية، وعلى رأسها إسبانيا، بالإضافة إلى رومانيا وأستراليا، والتي كان المغرب قد أعلن نيته استيراد ما يناهز 100 ألف رأس من الأغنام الحية منها.
وبالنظر لظرفية الحرجة التي يعرفها حجم القطيع الوطني، صدر القرار الملكي، بإلغاء شعيرة الذبح خلال عيد الأضحى القادم، وذلك بهدف الحفاظ على هذا القطيع المكون من أغنام ذات سلالة مغربية، لمساعدته على التجدد خلال العام المقبل، وكذلك لتحقيق الاستقرار، وحماية جيوب المغاربة من الارتفاع الكبير في الأسعار، خاصة في ظل انتشار المضاربات وتعدد الوسطاء التجاريين.