المرزوقي: وضعنا نظاما داخليا لنحمي أنفسنا من الجنون في تزمامارت
قال أحمد المرزوقي إنه بعد فشل الانقلاب، حكم عليه بخمس سنوات سجنا، كما حوكم المشاركون في العملية بتهم الخيانة العظمى ومحاولة زعزعة النظام وغيرها من التهم الثقيلة، وأعدم حوالي 11 كولونيلا. أما تلاميذ الأكاديمية العسكرية والسائقون فقد تمت تبرئتهم. وقد تم تنفيذ العقوبات في البداية بالسجن العسكري، قبل نقلهم لاحقا إلى السجن المركزي بعد محاولة الانقلاب الثانية في 1972.
إلى معتقل تزمامارت
فسر المرزوقي خلال حلوله ضيفا على برنامج “ضفاف الفنجان” الذي تبثه صحيفة “صوت المغرب”، أنه بعد محاولة الانقلاب الثانية في 1972 التي قادها ضباط طيارون، تم نقله رفقة الضباط الآخرين إلى السجن المركزي.
وبعد قضاء سنة هناك، تم ترحيلهم ليلا بالطائرة إلى الراشيدية، حيث نزلوا معصوبي الأعين وتعرضوا لمعاملة سيئة. وتلك كانت ليلتهم الأولى في جحيم معتقل تزمامارت.
الحياة داخل المعتقل
تحدث المرزوقي عن الحياة داخل معتقل تزمامارت، حيث قال بأنها كانت مريرة وغير إنسانية، موضحا أن الزنازين كانت مظلمة وصغيرة للغاية، وتم منح كل سجين غطاءين قديمين، وإلى جانبهما كأس وصحن بلاستيكيين.
وأضاف المرزوقي أنهم عاشوا في عزلة تامة، مشيرا إلى أن اليهود في المعتقلات النازية في ألمانيا كانوا يعيشون في وضع أفضل مما كانوا هم عليه في تزمامارت.
وخلال تلك الفترة، حسب شهادة المرزوقي، فقد الكثير من السجناء عقولهم نتيجة الصدمة والضغط النفسي المستمر، حيث لم يكن هناك سوى الظلام والخوف.
الصمود حتى النهاية
بالرغم من كل المعاناة التي عاشها السجناء داخل معتقل تزمامارت، قال المرزوقي إنهم خلال تلك الفترة، تمكنوا من إيجاد وسيلة للتواصل فيما بينهم وتنظيم بعض البرامج للحفاظ على إنسانتيهم وعلى سلامتهم العقلية والنفسية، كما أنهم تمكنوا من الحصول على جهاز راديو، مكنهم من الاطلاع على ما يجري خلف قضبان الزنزانة.
وفي هذا السياق، ذكر المتحدث ذاته أنهم مارسوا العديد من الأنشطة من أبرزها حفظ القرآن الكريم وتلاوته بشكل جماعي، وفيما يخص المرزوقي، فقد ذكر أنه تمكن من حفظ 60 حزبا في ظرف سنة ونصف، مؤكدا أن الجانب الروحي والعلاقة مع الله ساعداه بشكل كبير للحفاظ على الأمل في النجاة طوال مدة الاعتقال. وأضاف أنهم نظموا أوقات الاستيقاظ والنوم وغيرها.
إلى جانب ذلك، حاولوا تنظيم وقتهم عبر تحديد أوقات خاصة للحديث والتواصل فيما بينهم، حيث تمكنوا من خلق نوع من النظام الداخلي ساعدهم على الصمود داخل المعتقل والتشبث ببريق من الأمل، كما جنبهم السقوط في هاوية الجنون والعزلة النفسية التي كانت تفتك بالعديد منهم.
لمتابعة باقي التفاصيل يمكن مشاهدة الحوار أسفله بالضغط على الرابط.