story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

المختبؤون وراء البالون!

ص ص

تاريخ كرة القدم العالمية لم يتوقف منذ ظهورها في نهاية القرن 19 عن احتضان أشخاص مارقين رأوا في شعبيتها و تأثيرها على الجمهور قنطرة نحو المطامح السياسية و ملاذا آمنا لإخفاء نشاطاتهم الفاسدة والخارجة عن القانون، فاتخذوها غطاءً يقيهم مساءلة العدالة و عيون أجهزة القضاء .

لائحة طويلة و عريضة من رؤساء أندية عالمية جمعوا بين الكرة و مناصبهم السياسية و انتهى بهم المطاف بعد سنوات طويلة من الإختباء وراء صورة المسير ” الرياضي ” النبيل، إلى زنازن السجون بتهم غليظة أبرزها تبييض الأموال و الإحتيال و التهرب الضريبي و تزوير الوثائق و الإتجار في الممنوعات.

كان أشهر هؤلاء بيرنار طابي رجل الأعمال والسياسي الفرنسي الذي ترأس نادي أولمبيك مارسيليا في فترة تعتبر لحد الآن الأزهى في تاريخه، وحقق معه ألقابا غير مسبوقة محليا وأوروبيا، لكن في الأخير اكتشفت أجهزة القضاء أن الرئيس “الأسطورة” متورط حتى أذنيه في ملفات الفساد والرشوة والإحتيال قضى على إثرها سنتين من السجن النافذ والإنزواء بعدها في بيته إلى حين وفاته.

إسبانيا في هذا الصدد حكاية أخرى، فهي عميدة أوروبا في إنجاب رؤساء الكرة الفاسدين “اللي ما خرجاتش ليهم طريفة” وامتدت إليهم أيدي القضاء لترميهم إلى “البنيقة” في نهاية محاكماتهم الشهيرة بتهم الفساد و التحايل على إدارة الضرائب و الرشوة.

كان أشهرهم خيسوس خيل عمدة ماربيا و رئيس أتليتيكو مدريد، وجوسيب لويس نونييز وساندرو روسيل الرئيسين السابقين للبارصا، ورئيس نادي إشبيلية السابق خوصي ماريا ديل نيدو، وسيزار ليندويرو رئيس ديبورتيفو لاكرونيا السابق، بالإضافة إلى رؤساء آخرين مروا أمام قضاة التحقيق ليوقعوا عليهم غرامات ثقيلة ويحجزوا على أملاكهم الشخصية.

ألمانيا صاحبة التاريخ الكروي المجيد وأنديتها ذات التسيير المثالي، اكتشفت هي الأخرى ذات يوم أن أسطورة المانشافت السابق ورئيس باييرن ميونيخ أولي هونيس متورط في عملية ضخمة للتدليس وفبركة الوثائق بغرض التهرب الضريبي من مبلغ فاق 33 مليون أورو، وانتهى معها بالجلوس وراء القضبان ثلاث سنوات و نصف.

قد لا تكفي مئات الأسطر لذكر جميع حالات الإختباء وراء كرة القدم لتحقيق المطامع السياسية وإخفاء الأنشطة الإجرامية، ففي كل ربوع العالم، كلما امتلكت أندية كرة القدم قاعدة جماهيرية كبيرة و عاشقة بشغف لفريقها، كلما كانت هدفا لركوب من لا نية لهم في خدمة الكرة ولا الرياضة.

هذه العينة من المسيرين وإن كان بعضهم يحقق بعض الإنجازات الآنية لأنديتهم و “يغمقون” بالمال على اللاعبين والمدربين خلال فترة رئاستهم، فإنهم بعد رحيلهم لا يتركون سوى الشيح و الريح و الأساس الفارغ.

إسألوا عن أحوال نادي ميلان أس بعد رحيل بيرلوسكوني.