الكوهن: الجزية التي كانت تفرض على اليهود لم تكن “تحقيرية”
قال أمين الكوهن أحد الباحثين المغاربة المتخصصين في تاريخ ونشأة اليهود بالمغرب، أن الجزية التي كانت تفرض على اليهود المغاربة لم تكن “تحقيرية”، بل كانت مشابهة للزكاة التي يدفعها المسلمون، على عكس بعض التأويلات المغرِضة”.
وأضاف خلال حلوله ضيفا على برنامج “ضفاف الفنجان” الذي يبث على منصات “صوت المغرب” أن “انتهاء العمل بنظام الجزية كان مع قدوم الاستعمار، حيث كانت رسائل السلطان الأول تتحدث عن الجزية المفروضة على يهود الدار البيضاء وطنجة..”
وأبرز الباحث أنه في مختلف المراحل التي مر منها المغرب، كان السلاطين يقترضون من اليهود كما المسلمين، منتقدا في الوقت ذاته التركيز الذي كان آنذاك فقط على عملية الاقتراض من اليهود رغم أنها كانت عادة أقل بكثير مما يتم اقتراضه من المؤسسات الإسلامية.
وتابع الكوهن أن عملية الاقتراض من اليهود كانت نظرا لوجود يهود أغنياء بشكل كبير خلال بداية القرن 17 مضيفا أن “اليهود كانت لهد قدرة التجارة بكيفيات مختلفة، كما أنهم كانوا يشتغلون بمجالات كان ولوج المسلمين لها يبقى محدودا، كالذهب حيث كان للمسلمين نوع من الحساسية منه بسبب تحريم لبسه للرجال، بالإضافة إلى مجال “القروض الربوية” والتي تعتبر محرمة في الإسلام.
وأضاف الكوهن أنه رغم ما تدره هذه المجالات على اليهود من أموال، إلا أنها تبقى غير كافية في تفسير ثرواتهم.
ومن بين الظواهر الغريبة التي أثارت الكوهن حول تعامل اليهود المغاربة مع المال، يبرز المتحدث أنه كان لهم احرص شديد على الادخار، وعدم الظهور بلباس أنيق يعكس ثرواتهم، ففي حالة الأزمات السياسية الكبرى “كان السلطان يفرض عليهم مساهمات مالية، لكنهم يعتذرون بسبب عدم توفرهم على مبالغ كبير، ليتبين فيما بعد اكتنازهم لمئات الآلاف من الأوقيات”.