الكراوي الفيلالي: لا يمكن أن نواصل الاعتماد على التساقطات المطرية في تربية المواشي
س: إلى أي حد يشكل عيد الأضحى لحظة اقتصادية فارقة بالنسبة للعالم القروي المغربي؟
ج: من المؤكد أن عيد الأضحى هو لحظة اقتصادية مهمة بالنسبة للعالم القروي وللأشخاص الذين ينشطون في مجال تربية المواشي. بهذه المناسبة يتمكن هؤلاء من بيع مواشيهم وتحصيل مداخيل تسمح لهم بتغطية النفقات التي تتطلبها تربية الماشية للموسم الفلاحي الموالي.
وكما تعلمون، نحن حاليا نعيش الجفاف للموسم الفلاحي الرابع، وبالتالي فالمشتغلون في مجال تربية المواشي يواجهون صعوبات في توفير الاعلاف الضرورية، وبالتالي ترتفع كلفة الخروف، وهو ما يفسر ارتفاع الأسعار في الأسواق حاليا، ويودي بشكل مباشر إلى تراجع الإقبال من جانب المواطنين، وبالتالي فإن عددا من الأسر المغربية لن تقتني أضحية في هذا العيد، وهو ما يطرح مشكلة بالنسبة للكسابة ومربي المواشي، لآنهم إذا اضطروا الى إرجاع المواشي إلى الحضائر فهذا يعني تحمل مصاريف النقل والعلف وصيانة محلات تربية المواشي… ناهيك على كلفة كراء المحلات التي يستغلونها في هذه الفترة داخل المدن لعرض مواشيهم.
هذه كلف سيتحملها الفلاح في حال عدم تمكنه من بيع مواشيه في فترة العيد هذه.
س: من المستفيد من هذا النشاط الاقتصادي الاستثنائي الذي تعرفه هذه المناسبة، هل هو الفلاح والكساب عموما أم فئة متعيّنة؟
ج: نحن أمام سلسلة اقتصادية، وبالتالي عندما تتحق الفائدة فإنها تكون جماعية. أي أن اكساب سيستفيد في حال تمكنه من بيع مواشيه بسعر مناسب، لكن سيستفيد معه من يشتغلون في الوساطة وتحقيق هامش ربحهم الخاص، كما سيستفيد المشتغلون العاملون في مجال النقل الذين يتولون نقل رؤوس المواشي من منطقة إلى أخرى. كما يستفيد العاملون في تجارة مختلف المعدات والأدوات الخاصة بذبح الأضحية، إلى جانب الجزارين الذين يقومون بالذبح والتقطيع…
بالتالي نحن أمام سلسلة مترابطة وتتعلق بالقدرة الشرائية للمواطنين، وإذا كانت الأسعار تلاءمهم، غإن ذلك يحقق دينامية اقتصادية كبيرة.
س: إلي أي حد يعتبر هذا النشاط الاقتصادي مهما من منظور الاقتصاد السياسي؟
ج: من منظور الاقتصاد السياسي، نجاح فترة عيد الأضحى يدل على أننا حققنا موسما فلاحيا معتدلا، أي أننا سنحقق معدل نموي سنوي مرتفع. الأمر يشير إلى أن الاقتصاد الوطني في وضع سليم. لكن ما ينبغي أن ننتبه إليه اليوم، هو أننا لا يمكن أن نواصل الاعتماد على التساقطات المطرية في تربية المواشي، لأن الجفاف أصبح معطى هيكليا وسيتمر لسنوات، وعلينا ان نطور منتجاتنا المتعلقة بالعلف، وعدم الارتباط بالتساقطات المطرية، وبالتالي يجب ان يتطور قطاع تربية المواشي ليتلاءم مع التطورات المناخية الحالية ويوفر عرضا جيدا للاقتصاد الوطني.
- رئيس المركز المغربي للحكامة والتسيير
لقراءة الملف كاملا، يمكنكم الاشتراك في مجلة “لسان المغرب” بالضغط على الرابط