9 مكملات غذائية و10 مستحضرات تجميل.. الصيدليات في المغرب تبدأ بيع منتوجات القنب الهندي
بدأت الصيدليات في المغرب مطلع يونيو 2024، بيع المكملات الغذائية والمنتجات التجميلية المصنعة من القنب الهندي.
وهذه أول خطوة لتسويق تلك المنتجات بعدما أعلن المغرب في 3 يونيو 2022، “خطة عمل” لاستغلال القنب الهندي طبيا وصناعيا، وبدأ في يونبو من العام نفسه، سريان قانون لتقنين استعمالاته.
وشرعت الصيدليات ببيع 9 مكملات غذائية و10 مستحضرات تجميل، بعد مرحلة منح الرخص في أوقات سابقة للمزارعين والشركات والمختبرات.
ويراهن المغرب على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق المعنية بهذه النبتة داخليا، والاستفادة من ارتفاع معاملات تقنين القنب طبيا وصناعيا، خارجيا.
وفي ظل هذا التوجه الجديد يحذر رافضون لتقنين زراعة القنب الهندي، من تأثيره على زيادة مساحات زراعة المخدرات، وتفاقم ظاهرة الاتجار فيها داخل المملكة.
تسويق
تقول كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب في بيان، إن “الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي احتضنت في مقرها قبل هذا القرار اجتماعا حاسما بحضور ممثلين عن الوكالة ومديرية الأدوية والصيدلة وممثلين للصيادلة”.
وأعلنت الكونفدرالية الشروع في بيع 9 مكملات غذائية و10 مستحضرات تجميل.
وأوضحت: “في البداية، ستكون هذه المنتجات متاحة حصريا في الصيدليات، وبعد ذلك يمكن للمصنعين فتح نقاط بيع خاصة بهم، بشرط تلبية المعايير القانونية المطلوبة والحصول على التراخيص”.
الصيدلاني محمد سلامي قال إن الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، أجرت مشاورات مع الفيدرالية الوطنية لصناعة الأدوية من أجل تطوير منتجات القنب الطبية في المغرب.
وفي تصريح للأناضول، أضاف سلامي، وهو نائب رئيس كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب أن مجموعة من النقابات والصيادلة لم تشملهم المشاورات.
ولفت إلى أن “بعض المختبرات والشركات تقوم بتسويق المنتجات المستخلصة من القنب، منها المكملات الغذائية ومواد التجميل”.
وتعنى الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، “بمهمة تنفيذ استراتيجية الدولة في مجال زراعة القنب الهندي، وإنتاجه وتصنيعه وتحويله وتسويقه وتصديره واستيراد منتجاته لأغراض طبية وصيدلية وصناعية.
التركيبة المصنعة
وأوضح سلامي أن تركيبة القنب الهندي تضم مجموعة من المكونات، مثل مادة الكانابيديول المعروفة ب cbd التي تدخل في تركيبات المكملات الغذائية ومواد التجميل.
وأضاف: “هي مادة لا تسبب الإدمان وليس لها تأثير على الجانب النفسي وعلى الدماغ، مما يسمح لها أن تكون ضمن هذه المواد التي سيتم تسويقها”.
وأشار إلى أن البلدان الأخرى، مثل بلجيكا تستخلص مواد أخرى يتم استعمالها في الأدوية ومستمدة من القنب الهندي.
وأوضح أن تسويق المكملات الغذائية ومواد التجميل، سيكون على مستوى الصيدليات من أجل تفادي الاستعمال غير الصحيح وغير القانوني، وما يخالف استعمالها.
وفي أبريل أشارت الوكالة الوطنية لتقنين أنشطة القنب الهندي أن 42 منتجا أُنتجت انطلاقا من إنتاج قانوني سنة 2023، وتم وضعها للتسجيل لدى مديرية الأدوية والصيدلة التابعة لوزارة الصحة.
ويتعلق الأمر بـ11 منتجا تجميليا وللنظافة الجسدية و31 منتجا مكملا غذائيا.
وأوضح المصدر ذاته أنه في 23 أبريل، سلمت وزارة الصحة 7 رخص تسجيل، اثنتان تتعلقان بمكملات غذائية، و5 منتجات للتجميل وللنظافة الجسدية، علما أن المنتجات الأخرى الموجودة قيد الدراسة بمديرية الأدوية والصيدلة ستستفيد قريبا من رخص التسجيل.
تدرج تقنين القنب
قبل انطلاق عملية التسويق، انخرطت البلاد في عملية التشريع والتدريب وملامسة احتياجات السوق.
وفي يناير الماضي أعلن المغرب اعتزامه إنشاء أول منطقة اقتصادية لتحويل القنب الهندي لاستعمالات طبية وصناعية، بمدينة إساكن شمال البلاد على مساحة 10 هكتارات.
ومهمة المنطقة، تحويل نبات القنب الهندي من أجل استخلاص منتجات ذات أغراض طبية وتجميلية وصناعية، وتم تخصيص 45 مليون درهم لإحداث هذه المنطقة”.
وخلال ماي 2023 انطلق أول موسم لزراعة القنب الهندي بالمغرب عقب “خطة عمل” تم الإعلان عنها قبل سنة لاستغلال هذه العشبة المخدرة طبيا وصناعيا.
وخلال أبريل الماضي قالت الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، إنها منحت 2905 تراخيص زراعة إلى غاية 23 أبريل، من أصل 2942 طلبا تمت دراسته سنة 2024، مقابل 609 تراخيص سنة 2023.
وسيتم زراعة ما مساحته 2552 هكتارا، مقارنة مع 286 هكتارا في 2023.
تحذير
ويحذر رافضون لتقنين زراعة القنب الهندي من تأثيره على زيادة مساحات زراعة المخدرات في البلاد، وتفاقم ظاهرة الإتجار بها.
ومرد هذا التخوف إلى عدد الجرائم المرتبطة بالمخدرات وفق إحصاءات رسمية، ومخاطر التهريب ومختلف المآسي التي تخلفها المخدرات.
وقالت المديرية العامة للأمن الوطني إنه بخصوص قضايا المخدرات تم تسجيل ومعالجة 99 ألف و513 قضية، وتوقيف 130 ألف و212 شخصا، بينهم 305 أجانب.
بينما بلغت المضبوطات من مخدر الحشيش 81 طنا و175 كيلوغراما، خلال السنة الماضية، مسجلة تراجعا قدره 17 بالمئة مقارنة مع 2022.
ومقابل هذا التحذير يراهن المغرب على دخول سوق القنب الهندي على المستوى الدولي.
وأشار المدير العام لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال ، منير البيوسفي، إلى أن الأرقام المتوفرة حاليا تفيد بأن سوق المنتجات المصنعة من القنب الهندي على الصعيد الدولي تعرف نموا بنحو 30 بالمئة، بينما يرتفع الرقم إلى 60 بالمئة في السوق الأوروبية.
وتابع المسؤول المغربي في تصريحات سابقة أنه “بحكم الجوار، يسمح هذا القرب للمغرب بالانفتاح على مجال اقتصادي واعد، وضمان موطئ قدم في السوق الدولية.
واعتبر أن تقنين زراعة القنب الهندي “سيمكن من تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق المعنية، فضلا عن رفع المستوى الاجتماعي للفئات المعنية بهذه الزراعة”.
الأناضول