story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

القضية لم تُحسم.. الزخنيني تُفكك القرار الأممي حول الصحراء المغربية

ص ص

أوضحت أستاذة العلاقات الدولية بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، مليكة الزخنيني، أن القرارَ الأخير لمجلس الأمن بشأن قضية الصحراء المغربية لا يُعدّ قراراً نهائياً في هذا الملف، مردفةً: «إننا ننتظر قراراً آخر يُسدل الستار عن هذه القضية بشكل حاسم».

جاء ذلك في ندوةٍ وطنيةٍ نظّمتها شُعبة القانون بالكلية المتعددة التخصصات، جامعة السلطان مولاي سليمان، بمدينة بني ملال، الجمعة 14 نونبر الجاري، تحت عنوان “مسارات التحول في تاريخ القضية الوطنية 1975 – 2025: من المسيرة الخضراء إلى التكريس الأممي لمغربية الصحراء”.

وأبرزت الأستاذة الجامعية، في مداخلةٍ لها، “أننا نحتاج، اليوم، في بلادنا، عقب القرار الأممي، إلى جبهة داخلية قوية وموحّدة، كما نحتاج إلى إيصال صوت إخواننا في الأقاليم الجنوبية»، مشيرةً إلى أن «التمثيلية الصحراوية ليست بيد البوليساريو وحدها».

وأكدت الزخنيني، وهي نائبة برلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أننا «في حاجة إلى ربط التواصل مع إخواننا الصحراويين في مخيمات تندوف، للَمّ شمل العائلات”؛ متسائلة في نفس الوقت، “كم من عائلة اليوم تفتقد ابنها أو ابنتها الموجودة على الضفة الأخرى”.

مكسبٌ دبلوماسي

وسردت الأستاذة الجامعية، ضمن مداخلتها، التطورات التاريخية لمسار القضية، بدءاً من مرحلة الحرب الباردة في إطار الثنائية القطبية، مروراً ببداية التسعينيات، أي المرحلة الانتقالية إلى نظام دولي أحادي القطبية، وصولاً إلى المرحلة الراهنة، التي تشهد انبثاق نظام دولي جديد، لافتةً الانتباه إلى ارتباط وتأثر قضية الصحراء المغربية بالصراعات الدولية.

وفي هذا الصّدد، قالت الزخنيني إنّ «القرار 2797 سيُواكب مرحلة انبثاق نظام دولي جديد، وكما نعلم، مع الأنفاس الأخيرة لكل نظام دولي، لا بد من تسوية الملفات العالقة»، مضيفة: «هذا القرار نعتبره لحظة تحول في مسار النزاع في هذه الجغرافية».

وأوضحت أن القرار يعكس تغيُّراً في خطاب مجلس الأمن، من الدعوة إلى «تقرير المصير عبر الاستفتاء» إلى إسقاط مفهوم الاستفتاء من القرار الأممي، مع «الاحتفاظ بتقرير المصير، لكن وفق مبادرة الحكم الذاتي المغربية».

واعتبرت المتحدثة أن هذا التغيّر في الخطاب «يُمثل مكسباً دبلوماسياً للمغرب، بينما باتت جبهة البوليساريو تُواجه تحديات متزايدة، خاصة مع تراجع الاعترافات الدولية»، مُشدّدة على أنّ القرار «يُؤكد الطابع السياسي للحل، ويستغني عن المفهوم التقليدي لتقرير المصير بمعناه الانفصالي».

وأضافت المتحدّثة أن القرار «يُكرّس بذلك مرجعية سياسية وقانونية للحل السياسي والواقعي والدائم القائم على التوافقات.. ويعكس تحولات جوهرية في المرجعيات التي تُؤطر هذا الملف منذ عقود، حيث كان الخطاب الأممي يتراوح ما بين تقرير المصير وتقرير المصير بالاستفتاء»، مبرزة أن الجديد اليوم هو «تبني الحل الواقعي».

لا غالب ولا مغلوب..

ومن جانبه، استحضر البشير المتاقي، رئيس شُعبة القانون بالكلية المذكورة، مضامين الخطاب الملكي الأخير، معتبراً أنها تُحيل على النهج السياسي الواقعي للدبلوماسية المغربية، الذي يهدف إلى البناء وخدمة شعوب المنطقة.

وقال أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، في مداخلة له، إنّ الملك اعتبر القرار حدثا تاريخيا وفتحا جديدا بعد خمسين سنة من التضحيات، ومحطة فاصلة في تاريخ المغرب، ومع ذلك، فإن الملك يتعامل بواقعية مع التحديات المطروحة.

وأوضح الأستاذ الجامعي أن الملك دعا إلى المصالحة مع إخواننا في تندوف، بالإضافة إلى دعوة رئيس الدولة الجزائرية إلى حوار أخوي لتجاوز الخلافات، تحت مبدأ «لا غالب ولا مغلوب»، حفاظا على ماء وجه جميع الأطراف.

وفي سياق حديثه عن الحكم الذاتي كحل واقعي للقضية، وعلاقةً بدعم الولايات المتحدة الأمريكية للمغرب، أشار المتاقي إلى أن العلاقات بين البلدين تاريخية ضاربة في عمق الزمن، ولم ترتبط بوجود دونالد ترامب في الحكم، مستحضراً أن أول دولة اعترفت باستقلال أمريكا كانت هي المملكة المغربية.

وفي هذا الإطار، نبّه المُتحدّث إلى عدم وُجود «تعريف محدد للحكم الذاتي أو نموذج مثالي لتطبيقه»، مبرزا أن «الدول التي حاولت تطبيقه تقوم بذلك حسب سياقها وخصوصياتها. وهنا نستحضر أن المملكة المغربية هي دولة موحدة، وليست دولة مركبة».

وعاد البشير المتاقي إلى التاريخ، مستحضرا أن «سلاطين المملكة المغربية، كانت تربطهم مع قبائل الصحراء رابطة البيعة”، لافتا إلى أنها إحدى المقومات التقليدية في النظام السياسي المغربي تجمع بين القبائل ومؤسسة السلطان.

الوحدة الروحية والعقدية المغربية..

وفي الندوة ذاتها، أورد عبد الهادي السبيوي، منسق اللجنة العلمية لمؤسسة محمد بصير للدراسات والبحوث والإعلام، أنه «لا يمكن التحدث عن الوحدة الترابية في غياب الوحدة الروحية والعقدية التي تجمع المغاربة جميعا».

وذكر السبيوي، في مداخلة له، أن «شيوخ الطرق الصوفية في التجربة المغربية اشتغلوا على هذا الجانب، ووحدوا الضمير الإنساني، ووحدوا النفس البشرية، ووحدوا المصير المشترك».

وقال السبيوي، في هذا الإطار، إنّ «الشعب المغربي قاد مصيره منذ الأزل، منذ أن جاء شيخنا ماء العينين وانتقل من الحوض إلى السمارة»، معتبراً أن «الشيخ ماء العينين يُعدّ شخصية فريدة ورمزا لهذه الوحدة الوطنية والدينية».

وأضاف المتحدّث أن «الشيخ ماء العينين كان حريصاً على وحدة البلد ووحدة الوطن، والحفاظ على ثوابت البلد، وخاصة فيما يتعلق بالبيعة وطاعة أولي الأمر”، مبرزا أن “هذه المسألة ناقشها في عدد من كتبه، ودائما يُكرّر: عليك بطاعة السلطان سرّاً وجهراً ما بقيت مدى الزمان».

وفي هذا السياق، أبرز السبيوي أن «الطريقة البصرية، التي أنشأها سيدي محمد البصير، المدفون في منطقة بني عيّاط بإقليم أزيلال، هي رديفة للطريقة المعينية»، معتبرا أنّ «الصحراء ظُلمت، لأنه للأسف الشديد كنا نجهل التاريخ.. الصحراء امتداد حقيقي للوجود التاريخي للدولة المغربية».

*المحفوظ طالبي