story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

الطريق إلى باريس

ص ص

قادني البحث عن البرنامج الإعدادي الذي من المفروض أن تكون الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد وضعته لمنتخب أقل من 23 سنة المتأهل لدورة الألعاب الأولمبية بباريس الصيف المقبل، إلى الكثير من المعطيات والخلاصات والمقارنات حول الرياضة المغربية في أفق مشاركتها في أضخم حدث يعرفه العالم على المستوى الرياضي

إلى حد الآن لائحة الرياضيين المغاربة الذين سيشكلون وفدنا إلى باريس وصلت إلى 44 فردا، يتوزعون على كرة القدم ب18 فردا، وألعاب القوى ب12 فردا، والملاكمة ب3 أفراد، والكانوي (رياضة مائية) بفردين، والرماية بفرد واحد، والدراجات بفردين، والتجديف بفرد واحد، والفروسية بفردين، والتكواندو بفرد واحد.

المغرب يأتي حاليا في المرتبة الثانية لدول شمال إفريقيا من حيث عدد المتأهلين بعد مصر التي وصلت إلى 93 رياضيا، وفي المرتبة الثالثة الجزائر ب20 رياضيا لحد الآن، ثم تونس ب13 متأهلا فقط.. أما جيراننا من الدول الأوربية فقد “ضربوا” فينا رياضيا وأصبحت مثلا دولة مثل إسبانيا تحقق لحد الآن وفدا متأهلا يضم لحدود اللحظة321 رياضيا، وفرنسا التي وصل متأهلوها إلى 550 رياضيا، ومازال هناك المزيد بعد خوض الكثير من الإقصائيات المؤهِلة في أنواع رياضية أخرى.

44 فردا متأهلا فقط للألعاب الأولمبية داخل بلاد تعج بعشرات المواهب المحترفة والهاوية في مختلف الرياضات، هو عدد مخجل بالنظر لما يتم صرفه من مال عمومي بإسم الرياضة، وفي وجود العشرات من الهيئات والمؤسسات التي تشرف على النشاط الرياضي داخل المغرب. صحيح أن كرة القدم تأخذ كل الإهتمام الرسمي والشعبي في المغرب وتلتهم نصيب الأسد من ميزانيات الدعم، وهذا شيء يحدث في سائر البلدان، إذ أن كرة القدم هي الرياضة الشعبية الأولى في العالم، وهي التي تحظى بالدعم والمتابعة أكثر من الرياضات الأخرى، لكننا نحن في المغرب بالغنا كثيرا في تدليل كرة القدم وإغنائها على حساب الكثير من الرياضات الجماعية والفردية التي كانت إلى حدود الثمانينات تنافسها في الشعبية والإهتمام.

هناك رياضات تألقت في المغرب منذ القدم ومارسها المغاربة بشغف وأنجبت العديد من المواهب والأبطال، مثل الملاكمة والدراجات، والجمباز، وفنون الحرب.. وكان من المفروض أن تكون اليوم تشارك بعدد كبير من رياضييها في الألعاب الأولمبية، وتراهن على الميداليات والصعود إلى البوديوم، لكن إذا عدت إلى حالها وما تعانيه من فقر وخصاص ومن مشاكل تنظيمية فظيعة تعرف لماذا لم نعد نسمع لجامعاتها “الحس” عند اقتراب أي مناسبة عالمية كبطولة العالم أو الألعاب الأولمبية.

اللجنة الأولمبية الوطنية أصبح دورها تحديد وصرف المنح للرياضيين للإستعداد للأولمبياد ومكافأة الفائزين منهم بالميداليات، في غياب تام لاستراتيجية موحدة لتمثيل المغرب رياضيا في حدث عملاق ومحاولة الفوز بأكبر قدر من الميداليات، ورفع عددها مقارنة مع الأولمبياد السابق، ويبدو أننا سنراهن مرة أخرى على البطل العالمي سفيان البقالي، وإلى حد ما على البطلة العصامية خديجة المرضي في الملاكمة، للفوز بميداليتين ذهبيتين والقول مرة أخرى أن كل أمورنا الرياضية على ما يرام، وبالتالي نواصل إخفاء كل الأرقام والمقارنات بين عدد الرياضيين المشاركين والمال الذي يتم ابتلاعه بإسم الرياضة.