story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

السياحة الكروية

ص ص

إحصائية لمنصة”تيكيت بيس” العالمية والإسبانية الأصل، تتوصل إلى أن أندية إسبانيا تستقطب حوالي 1200 سائح أجنبي أسبوعيا، من 19 جنسية تنتمي إلى كل قارات العالم الخمس، يأتون خصيصا لمتابعة مباريات دوري “لاليغا”، ومواجهات المسابقات الأوربية خصوصا دوري عصبة الأبطال، وكأس الدوري الأوربي، بالإضافة إلى زوار ملاعب ومتاحف الأندية الشهيرة كريال مدريد وبرشلونة وأتليتيكو مدريد وفالنسيا وأتليتيك بلباو.

الإحصائية أشارت إلى أن أكثر الجنسيات إقبالا على “السياحة الكروية” في إسبانيا هم البريطانيون، يليهم الفرنسيون، ثم بلدان شرق آسيا وتحديدا الصينيون والكوريون واليابانيون، ثم القادمين من البلدان المغاربية، بالإضافة إلى الخليجيين.. وأوضحت أن معظم هؤلاء يفضلون اقتناء التذاكر الغالية الثمن من الفئة الأولى VIP، التي تضاف إلى مصاريف الفنادق والمطاعم ووسائل النقل والمقتنيات من تذكارات الأندية وأقمصتها.

بعملية بسيطة يمكننا أن نكتشف من خلال الإحصائية أن كرة القدم في إسبانيا تستقطب سنويا حوالي 60 ألف متفرج يأتون حصريا لغرض متابعة مباريات الأندية من المدرجات، وهذا دون احتساب السياح العاديين الذي يدرجون زيارة ملاعب الكرة ومتاحف الأندية ضمن برنامجهم العام الذي تدخل ضمنه أنشطة سياحية وترفيهية أخرى التي تشتهر بها المدن والبلدات الإسبانية المتربعة على عرش السياحة العالمية بحوالي 90 مليون سائح أجنبي.

الحكومات الإسبانية المتعاقبة بمعية المجلس الأعلى للرياضة (وهو مؤسسة سيادية يهتم بوضع الإستراتيجيات الرياضية في إسبانيا) منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، وهم يولون أهمية قصوى لربط كرة القدم بالدينامية السياحية الهائلة التي تجلب لهم هذا الرقم الفلكي من السياح سنويا، وذلك عبر مساعدة الأندية على التسويق الجيد لمنتوجها الكروي، وترويج إسمها في مختلف مناطق العالم عبر كسب المحبين من جنسيات غير إسبانية وتسهيل إنخراطهم الإلكتروني وحمل بطاقة المشجع.

الإحصائية الإسبانية تجرنا للحديث بالضرورة عن إعلان المكتب الوطني للسياحة في المغرب عن خطة للترويج لوجهة البلاد عبر كرة القدم، وذلك على هامش المنتدى السنوي لكبار منظمي الأسفار والرحلات الفرنسيين المنعقد بالرباط.

وتهدف الخطة-حسب المكتب- إلى الاعتماد على كرة القدم كعامل لإشعاع وإنعاش وجهة المغرب في السوق الدولية، خاصة بعد الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي في مونديال قطر وما تلا ذلك من حضور لافت لباقي المنتخبات في عدد من الفعاليات الدولية، بالإضافة إلى استعداد المغرب لاستضافة مونديال 2030 رفقة كل من إسبانيا والبرتغال.

جيد أن يتم التفكير في استغلال شغف المغاربة بكرة القدم ومناسبة تنظيم حدث رياضي عالمي كمونديال 2030، للترويج السياحي للبلاد وجعلها قبلة لجماهير الكرة الشغوفين باكتشاف أسرار هذه الصحوة التي تعرفها منتخباتنا الوطنية في جل المناسبات، ولكن لكي لا تبقى هذه الخطة مثل باقي خطط البروباغاندا الفارغة، يجب أن يعلم مدبرو أمور مكتبنا في السياحة أن تجارب البلدان الرائدة في الترويج السياحي عن طريق كرة القدم، استهدفت في المقام الأول المنتوج الكروي للأندية، لأنها هي التي تنشط طوال السنة وعلى مدار الوقت وتلعب أسبوعيا (أندية الصف الأول تلعب مرتين في الأسبوع) وبإمكانها أن تجلب السياح بشكل دائم لمتابعتها.

الترويج الحقيقي ل”السياحة الكروية” يحتاج إلى تطوير المنتوج الكروي الداخلي وجعله في مستوياته الإحترافية العليا تقنيا، ودعم ثقافة الإحتفاظ بالذاكرة الرياضية عبر إنشاء المتاحف الخاصة بالأندية وتوفير الظروف المريحة في الملاعب وتشييد المرافق الترفيهية بها لإغراء السياح بالمجيء.. أما الخطط المناسباتية المرتبطة بتنظيم الأحداث الكبرى فستبقى مجرد ركوب على الموجة، و”سبعيام ديال الباكور” قد تنتهي وينتهي معه كل علاقة للسياحة بكرة القدم.