الزويتن يدعو إلى حوار اجتماعي حقيقي ويشدد على ضرورة احترام حقوق العمال

دعا الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، محمد الزويتن، الحكومة وممثلي أرباب العمل، لإنهاء “التجاهل الممنهج لمعاناة الشغيلة ومطالبها العادلة”، مؤكدا أن الاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية لن يتحققا دون احترام الحقوق الأساسية للعمال والإنصات الجاد لصوتهم الجماعي.
وانتقد الزويتن خلال مشاركته في فعاليات فاتح ماي 2025، “تجاهل الحكومة المتواصل لمعاناة الشغيلة”، داعيًا إلى حوار اجتماعي حقيقي يفضي إلى نتائج ملموسة تحفظ الكرامة وتحسن القدرة الشرائية للمواطنين، مناديا بالدفاع عن الحق في الإضراب، ورفض أي مساس بمكتسبات التقاعد، ومواجهة موجات الغلاء التي تهدد الاستقرار الاجتماعي.
وأبرز أن احتفال هذه السنة يأتي في سياق داخلي ودولي متسم باضطرابات اقتصادية واجتماعية وجيوسياسية عميقة، مشددا على أن اختيار شعار “مستمرون في النضال من أجل العدالة الاجتماعية ودعم القضية الفلسطينية” لهذه الدورة لم يكن اعتباطيا، بل يعكس حجم التحديات التي تواجه الطبقة العاملة المغربية.
وفي هذا السياق، دعا الزويتن إلى الدفاع المستميت عن الحق في الإضراب باعتباره “الضمانة الأساسية لتوازن علاقات الشغل”، وحماية مكتسبات التقاعد الكريم، منددا بما وصفه بـ”الاستهداف الممنهج للقدرة الشرائية” للمواطنين، ومطالبًا في نفس الوقت بمواجهة هذا الغلاء المتفشي بوسائل مشروعة.
وشدد المسؤول النقابي على أن الإضراب ليس امتيازاً تمنحه الدولة، بل هو حق دستوري أصيل مكفول بأسمى قانون في البلاد، موضحا أن محاولات تقييد هذا الحق، أو تحويله إلى مجرد نص قانوني فارغ من مضمونه، تمثل “خطًا أحمرًا” لن يتم السكوت عنه.
وعبر الزويتن عن رفضه المطلق لأي مساس بمكتسبات التقاعد والحماية الاجتماعية، مشيراً إلى أن هذه الحقوق “ليست هبة من أحد”، بل ثمرة عقود من النضال والتضحيات واقتطاعات مباشرة من أجور العاملين، ولا يمكن استخدامها كحلقة ضعيفة في معالجة اختلالات التدبير الحكومي.
وفي معرض حديثه عن الوضع المعيشي، وصف الزويتن موجة الغلاء التي تشهدها البلاد بـ”الصاروخية والممنهجة”، منتقداً الأرقام الرسمية التي تتحدث عن تضخم في حدود 6.6%، بينما تعاني الأسر المغربية من ارتفاعات حادة في أسعار المواد الأساسية.
وأشار في هذا الجانب، إلى أن أسعار الزيوت ارتفعت بأكثر من 15%، والسكر بـ10%، والقطاني والحبوب بنسب بين 8 و12%، محذرا من زيادات متوقعة في أسعار غاز البوطان قد تصل إلى 20% إضافية، بعد زيادات سابقة بنفس النسبة.
ووصف المتحدث هذه الزيادات بأنها “كابوس يومي” يثقل كاهل ملايين الأسر، خاصة من ذوي الدخل المحدود والمتوسط، محذراً من تداعياتها على الاستقرار الاجتماعي.
ولم يفت الأمين العام التطرق إلى تداعيات ارتفاع أسعار المحروقات على قطاع النقل، لافتا إلى أن هذه الزيادات أدت إلى ارتفاع تكاليف التنقل والعمل والدراسة، وانعكست بشكل مباشر على أسعار الخضر والفواكه واللحوم والأسماك، ما زاد من تعقيد الحياة اليومية للمواطن المغربي.
وشدد الزويتن على أن هذا العيد الأممي لا يمكن أن يمر دون الوقوف عند “العدوان الصهيوني الوحشي على الشعب الفلسطيني”، مندداً بـ”الإبادة الجماعية الممنهجة والحصار غير الإنساني الذي يتعرض له أهلنا في قطاع غزة، في ظل صمت المجتمع الدولي وتقاعسه، الذي سيبقى وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء”.
وأكد تضامن الاتحاد المطلق واللامشروط مع القضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة الوقف الفوري للعدوان، ورفع الحصار، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وعبر عن الرفض القاطع لاستمرار سياسات التطبيع مع “الكيان الصهيوني المجرم”، واصفًا إياها بـ”اللا منسجمة مع القيم الإنسانية والوطنية”، خصوصاً في ظل استمرار المجازر التي أودت بحياة أكثر من 50 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء.
وأكد المتحدث ذاته، أن نداء فاتح ماي لهذا العام ليس مجرد مناسبة خطابية، بل هو “صرخة نقابية صادقة” تعكس معاناة الشغيلة وتدعو جميع القوى الوطنية إلى رص الصفوف وتوحيد الكلمة دفاعًا عن الكرامة والعدالة الاجتماعية، ودرءًا لكل محاولة للمساس بحقوق الطبقة العاملة المغربية.
وختم الزويتن كلمته بالتأكيد على أن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب سيظل وفيًا لرسالته في الدفاع عن الطبقة العاملة، داعيًا العمال والعاملات إلى الانخراط الفعّال في النضال النقابي، وتحويل فاتح ماي إلى محطة نضالية قوية من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة والحقوق المشروعة.