الرݣراݣي يتحزم ببوحزمة!
قرار استبدال غريب أمزين المساعد الأول لوليد الرݣراݣي بعبد العزيز بوحزمة، يحتاج إلى قراءة متأنية في الذي يجري داخل المنتخب الوطني المغربي منذ خروجه خاوي الوفاض مرة أخرى من كأس إفريقيا للأمم، وبعد بلاغ تجديد الثقة في الناخب الوطني، وخروج الأخير في حوار مع قناة الرياضية دون سبب نزول مفهوم.
أولا من هو هذا الوافد الجديد على الطاقم التقني للمنتخب الوطني؟
هو عبد العزيز بوحزمة (وليس عبد الله كما انتشر خطأً) لاعب ومدرب فرنسي من أصول مغربية، معروف بإسم”أبديل”، يبلغ من العمر حاليا 55 سنة، كان لاعب وسط ميدان في أندية أباران وتور وغرونوبل وشاتورو في فرنسا، وعندما اعتزل أصبح مدربا وأشرف على الفئات العمرية لنادي تور وسانت إيتيان، ونادي أنجيه الفرنسي بجميع فئاته السنية، آخرها الفريق الأول، كما اشتغل داخل المغرب كمدير تقني لعصبة جهة بني ملال.
بوحزمة إذن هو نفس بروفايل غريب أمزين من حيث المسار “الفرنسي” كلاعب ومدرب، مع فرق أن أمزين يفوقه باللعب مع المنتخب المغربي، وبمعرفته لخصوصيات الكرة الإفريقية كلاعب دولي، فيما المساعد الجديد يختلف قليلا عن المساعد المُقال في كونه مؤطرا للفئات الصغرى أكثر من مدرب لفئة الكبار.
تغيير مساعد الناخب الوطني لابد وأن له سبب من الأسباب، والظاهر أنه تم التوصل إلى خلاصة ما من خلال الجلسات التقييمية للإقصاء من كأس إفريقيا الأخيرة التي جمعت وليد الرݣراݣي بفوزي لقجع، ومعناه أن غريب أمزين لا يقوم بدوره كما يجب في مساعدة وليد على التحضير التكتيكي للمباريات، وتقديم المشورة التقنية أثناءها، أو أن إمكانياته في قراءة اللعب و”الكوتشينغ” محدودة جدا، أو فقط ثبت أن الطاقم التقني للمنتخب الوطني في حاجة إلى مساعد أول أكثر كاريزما من غريب أمزين ورشيد بنمحمود.
الأهم في هذا التغيير هو معرفة من اتخذ القرار، ومن اختار عبد العزيز بوحزمة بالضبط؟ فإذا كان وليد الرݣراݣي هو من طلب من فوزي لقجع إبعاد أمزين واستقدام بوحزمة، فالأمر عادي جدا ولا يحمل في طياته أدنى إشكال، أي إذا كان وليد هو الذي اختاره، فهو الذي يعرفه مسبقا ويرى فيه مساعدا مناسبا له، وأن له أفكارا تقنية ستفيده في المرحلة القادمة التي ينوي القيام فيها بتغييرات كبيرة في تشكيلة اللاعبين وفي طريقة اللعب أيضا، وهو الأمر المنطقي والجاري به العمل في جل المنتخبات والأندية حيث دائما ما يكون المدرب هو من يختار مساعديه.
أما إذا كان عبد العزيز بوحزمة قد تم فرضه على وليد الرݣراݣي من طرف فوزي لقجع، فالأمر حتما هو انطلاقٌ لمسلسلِ “تخربيقٍ” جديد داخل محيط الفريق الوطني، يشير إلى فقدان الثقة في وليد وبداية تطبيق قرار نزع البطاقة البيضاء التي كانت ممنوحة له بعد مونديال قطر، وإنزاله إلى وضع “صوري” بلا مسؤولية كما حدث مع كثير من مدربي المنتخب السابقين، ويكون في الأخير دور المساعد الأول الجديد هو نقل التعليمات الصادرة من خارج الطاقم التقني، والتصرف بمعزل عن وليد الرݣراݣي.
السيناريو الأخير أتمنى أن أكون فيه مخطئا، وإلا سنكون ذاهبين بأعين مفتوحة إلى الحائط، وإلى نتيجة في كأس إفريقيا المقبلة أكثر كارثية من إقصائنا المخجل في الكوت ديفوار.