الرݣراݣي في الطريق الصحيح
المباراة الثانية للمنتخب الوطني ضد الليسوتو التي أجريت أمس بالملعب الشرفي بوجدة، اختلفت بكل تفاصيلها عن المباراة الأولى التي أجريت في ملعب أدرار بأݣادير والتي كانت قد حسمتها العناصر الوطنية بصعوبة في الدقائق الأخيرة بهدف إبراهيم دياز الوحيد بعد آداء متواضع وعجز طيلة المواجهة عن الوصول إلى مرمى خصم متكتل.
يمكن القول إنه بالأمس، لم يكرر وليد الرݣراݣي خطأه الفادح في مباراة أݣادير، عندما أراح جميع العناصر التي كانت قد لعبت ضد الغابون وغامر بإشراك تشكيلة من اللاعبين الإحتياطيين، حيث لعب أمس بنفس الوجوه التي عادت بفوز مبهر من خارج الديار يوم الجمعة الماضي، ولم يقم بالتغييرات إلا بعد أن سجل الفريق الوطني خمسة أهداف واطمأن إلى النتيجة.
المباراة على العموم كانت بمثابة حصة تدريبية مفيدة جرب فيها وليد الرݣراݣي الكثير من الأشياء التي بإمكانها أن تترك لديه خلاصات مؤكدة في اشتغاله على اللمسات الأخيرة للتشكيلة القارة التي ستلعب مع بعضها المباريات القادمة على بعد سنة على انطلاق رهان الفوز بكأس إفريقيا للأمم.
طبعا سيظهر رأي بعد مباراة الأمس يقول إن ليسوتو منتخب ضعيف جدا، ولا يمكن اعتبار الانتصار عليه بسبعة أهداف مؤشرا على قوة منتخب وليد الرݣراݣي، وإن القول بأهلية منتخبنا للفوز بالكان المقبل لن يتأكد إلا بعد أن نبدأ في التغلب على منتخبات الصفوة الإفريقية الأقوياء، ولكن هذا رأي فيه الكثير من الإجحاف وعدم الموضوعية، لأن التطور الذي عرفه المنتخب الوطني خلال المباريات الأخيرة على مستوى البناء الهجومي، والفعالية في التهديف وتحسين الآداء الجماعي، لا يخفى عن أي متتبع بعيد عن نظرية “مالك مزغب”.
صحيح أن منتخبنا الوطني لن يفوز على المنتخبات الكبيرة في إفريقيا بخمسة وسبعة أهداف، وأنه “من هنا لتما يكون خير”، لكنه طالما يستطيع ذلك مع المنتخبات الضعيفة والصغيرة فإنه يحترم المنطق ويفعل الواجب.. المشكل سيكون مطروحا لو “زيرتك” هذه المنتخبات وفزت بهدف واحد وقدمت آداء سيئا، إذاك يمكننا ان نطرح الأسئلة حول مصيرنا ضد نيجيريا ومصر وجنوب إفريقيا والكونغو والكوت ديفوار والكاميرون وباقي المنتخبات الإفريقية المرعبة.
المقارنة بين المستوى الجيد الذي يلعب به المنتخب الوطني حاليا خلال المباريات الأخيرة، مع المستوى الهزيل الذي كان خلال مبارتي أنغولا وموريتانيا الوديتين اللتان لعبهما خلال شهر مارس الماضي، ستنتهي حتما بخلاصة أن عملا كبيرا قد تم القيام به من أجل التحول من منتخب يمتلك طريقة دفاعية وحيدة، إلى منتخب يلعب بطريقة هجومية ويجرب خلالها آليات تكتيكية متنوعة، ويقحم عناصر جديدة ويستغني عن أخرى من أجل تجديد الدماء وإيجاد البدائل الجاهزة في بعض المراكز، هذا دون الحديث عن العديد من الأخطاء والنقائص التي تم تداركها وآخرها مشكل الكرات الثابثة الذي تحول مع مجيء مدرب متخصص إلى إحدى نقاط قوة المنتخب الوطني.
طريق إعداد منتخب قوي لـ”الكان” المقبل لازال طويلا، حيث أن هناك الكثير مما يمكن لوليد الرݣراݣي وطاقمه القيام به في هذا الشأن، ولكن الحقيقة أن المباريات الأخيرة أعادت بعضا من الثقة في إمكانية امتلاك منتخب قوي إفريقيا وقادر على الإطاحة بأقوى منتخباتها.