story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

الرجوع لله..!

ص ص
جرى الديربي البيضاوي، أمس الأربعاء، بملعب البشير بالمحمدية أمام مدرجات فارغة وفي الرابعة عصرا، ولم يكن شوطي المباراة استثناء عن المستوى العام لمباريات بطولة يقولون عنها بكل ثقة إنها “احترافية”، إذ عرفت مستوى تقنيا هزيلا من الوداد و الرجاء على حد سواء، حتى أنه من كثرة الصياح الصادر من اللاعبين وطاقمي الفريقين في الملعب الفارغ، خُيّل لكثير من الذين شاهدوا المباراة عبر التلفاز أنهم بصدد متابعة حصة تدريبية لأحد أندية “التروازيام ديفيزيون”.
لاعبون يجرون بغير خطة أو طريقة .. أخطاء فردية في الإستقبال والتمرير .. قذف عشوائي بغير مناسبة .. اصطدامات وسقوط متكرر ..نرفزة بين اللاعبين و”تشيار” للإحتجاج على لاشيء، وهكذا كانت الحصيلة التقنية للمباراة بكل اختصار، كما هي حصيلة كل مباريات هذه البطولة العجيبة.
من الحسنات النادرة التي تركها “متورخة” المدرب السابق للمنتخب الوطني وحيد خاليلوزيتش، هو عندما صرح بطريقته العارية من كل مجاملة أو لباقة، وبدون أن يرف له جفن، عندما قال في تصريح صحفي إن “لاعبي البطولة يلعبون رياضة أخرى غير كرة القدم”، و الكثيرون وقتها اعتبروا تصريحه إهانة وتنقيصا من قيمة البطولة الوطنية وأنديتها، لكن يبدو الآن أن الجميع أصبح متفقا معه، والكل يردد نفس الكلام بعدما وصل إلى نفس الخلاصة.
في السنوات الأخيرة، كان المستوى التقني الهزيل للديربي يغطي عليه جمهوري الرجاء و الوداد بلوحاته التشجيعية وشعاراته المتناسقة و إبداعاته في رسم “التيفو”، حتى تحولت الفرجة التي كان من المفروض أن تكون على أرضية الميدان، إلى مدرجات مركب محمد الخامس، و صار اللاعبون والمدربون يتفرجون في إبداعات الجمهور، عوض أن يحدث العكس.
قبل ديربي الدار البيضاء بيومين، وفي ليلة الإثنين انقلب حي البرنوصي “سفاه على علاه” بسبب اشتباك اثنين من الإلتراس المحسوبة على جمهوري الفريقين، خربوا فيه الممتلكات العامة وزرعوا الرعب في ساكنة الحي وهاجموا رجال الشرطة الذين اضطروا إلى إطلاق الأعيرة النارية في الهواء لإعادة استثباب الأمن، و هو الأمر الذي ليس جديدا على هؤلاء، إذ لهم سوابق كثيرة في كل المدن المغربية التي يرحلون إليها لمتابعة نادييهما عندما يلعبان خارج الميدان، وهو ما يثير سخط الناس على الكرة و “ما يجي منها”، وينسيهم في الصور الجميلة التي يرسمها جمهوري الوداد و الرجاء في المدرجات.
السؤال المنطقي الذي يمكن نطرحه على هذه الإلتراس و الفصائل المتناحرة، هل لأجل هذا المستوى التقني الهزيل الذي عرفه الديربي تتقاتلون؟ هل من أجل فريقين “يتساطحان” بغير خطة ولا فرجة تخوضون المعارك الضارية وتؤذون الناس الآمنين وتذهبون إلى المستشفيات والسجون وتتسببون لعائلاتكم في أشد العذاب؟
الرجوع لله، فالأمر لا يستحق كل حرب “داحس و الغبراء ” هاته التي تخوضونها منذ سنوات من أجل لاشيء.