story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

الدفاع المفترى عليه

ص ص

الإنتقادات الكثيرة التي وُجّهت للأداء الدفاعي للمنتخب الوطني أمام منتخب الغابون، والضعف الكبير الذي بدا على متوسط الدفاع، والأخطاء المتكررة التي كانت على مستوى الرقابة، وفي توقع الكرات في الظهر، كان من أكبر ضحاياها مدافع نادي ألافيس الإسباني عبد الكبير عبقار الذي “أكل ما يأكله الطبل يوم العيد” من الإنتقاد والوصف بالبطئ والإتهام بعدم الأهلية لحمل القميص الوطني.

في حملة البحث عن أسباب خللٍ ما في الفريق الوطني، دائما ما نقتصر على مناقشة اللاعبين بشكل فردي، ونبالغ في تحليل قدراته البدنية والمهارية وقوته الذهنية، وننسى دائما أننا أمام لعبة جماعية تراجعت فيها كثيرا قدرة لاعب واحد بشكل منفرد على تسجيل الأهداف، أو صد هجمات الخصم في الدفاع أو في حراسة المرمى.

عبد الكبير عبقار الذي يرى الكثيرون أنه ضعيف وبطيء ولا يستحق أن يحمل القميص الوطني، يعتبر من الركائز الأساسية لناديه ألافيس وينال تنقيطا جيدا في جميع المباريات التي يخوضها في ثاني أقوى دوريات العالم، وشخصيا شاهدت جميع مبارياته مع النادي الباسكي هذا الموسم وكان دائما مبعث فخر لنا كمغاربة أن لاعبا بدأ مشواره الكروي في المغرب ووصل إلى اللعب في هذا المستوى ونال ثقة واحد من أعرق الأندية الإسبانية.

ما بين أداء عبقار في ألافيس والمنتخب الوطني، هناك “شي حاجة ما راكباش” يمكن اكتشافها بقليل من التحليل الموضوعي لأداء تشكيلة وليد الرݣراݣي أمام الغابون، ومنه سنستخرج سبب ذلك الضعف الواضح الذي بدا على دفاعنا، وسمح لرفاق أوباميانغ أن يصلوا إلى مرمى ياسين بونو في 17 مرة.

من يعرف قليلا بعض تفاصيل تكتيكات كرة القدم، وأعاد مشاهدة مباراة المغرب والغابون، سيلاحظ أن وليد الرݣراݣي لعب على الهجوم بشكل مطلق ب”تصعيد” كثلة الدفاع إلى قرب وسط الميدان، لتشكيل ضغط مستمر على معترك الغابونيين، وهذه الطريقة تفترض وجود لاعبي خط الوسط يجيدون الدورين الهجومي وأيضا الشراسة في افتكاك الكرة عند ضياعها، لكن نحن دخلنا المباراة بلاعبي وسط  (زياش والخنوس ودياز) لم يكونوا يبذلون أدنى مجهود دفاعي في الأمام لإسترجاع الكرة ولا يعودون لمساندة سفيان أمرابط الذي يبقى وحيدا في لعب دور “ماسحة الزجاج” يمينا ويسارا وفي مساحة كبيرة كان في كثير من الأحيان يصعب عليه تغطيتها ليترك مهاجمي الغابون يلعبون كرات خلف ظهر أكرد وعبقار البعيدين عن ياسين بونو، وأي مدافع في العالم في هذه الحالة مهما بلغت سرعته وذكاءه سيرتكب أخطاء في الرقابة وسيبدو بطيئا أمام لاعبي خصم يتحركون بدون أدنى مضايقة من الدفاع المتقدم.

الدفاع في كرة القدم هو منظومة متكاملة يشارك فيها لاعبو الفريق بكاملهم، وليس فقط اللاعبان اللذان يوجدان أمام حارس المرمى، والخلل الدفاعي أمام الغابون كان ناتجا عن وضع سيء لشاكلة اللعب يتحمل مسؤوليته وليد الرݣراݣي الذي اعترف بذلك في الندوة الصحافية أمس التي تسبق مباراة ليسوطو.

تحوّل أي فريق أو منتخب إلى اللعب الهجومي المطلق في كرة القدم، دائما ما تكون وراءه بعض الضرائب على مستوى الدفاع وتلقي الأهداف، خصوصا أمام الخصوم الذين يتوفرون على مهاجمين يتميزون بالسرعة في المرتدات، والمدربون البارعون تظهر “شطارتهم” في خلق التوازن بين الأمرين والجمع بين الفعالية الهجومية، والتقليل من خطر تلقي الأهداف، وهذا هو الورش التكتيكي الذي يجب أن يشتغل عليه وليد الرݣراݣي كثيرا في الأشهر المقبلة.