الخوف من “مآل الرسوب”يحاصر التلاميذ وفاعل تربوي: الدعم النفسي أساسي لتجاوز الضغط
بعد فاجعة تلميذة آسفي التي وضعت حدا لحياتها بسبب امتحانات الباكالوريا، لحقتها حالة انتحار أخرى لنفس السبب وهو ما يطرح السؤال عن العوامل التي تؤدي بالتلميذ المغربي إلى التفكير في إنهاء حياته عند هذه المرحلة لمجرد تفكيره في “مآل الرسوب الممكن”.
وفي حديث له مع “صوت المغرب” اليوم الخميس 13 يونيو الجاري، قال عبد اللطيف أبو غالم أستاذ وعضو بجمعية الآباء قال إن هذا “الموضوع في الذي يدور حول الضغوطات النفسية لدى التلاميذ أثناء فترات الامتحانات موضوع يحتاج قسطا وفيرا من النقاش”.
وتابع أن “الضغوطات النفسية لدى التلاميذ أثناء هذه الفترات لها عوامل ترتبط بما هو خارجي وعوامل داخلية تتعلق بنفسية التلميذ أساسا” مشيرا إلى أن “مطالب الآباء والأمهات لابنائهم وبناتهم من أجل تحقيق نتائج إيجابية ونتائج متميزة، تجعلهم تحت الضغط”.
وأضاف أن ذلك يضعهم “تحت إكراه المراجعة والأعداد والسهر والعناء من أجل بلوغ هذا الهدف الذي يرغبه آباؤهم بشدة” وفيما يتعلق بالعوامل الداخلية يوضح المتحدث ذاته أنها “مرتبطة بالتأثيرات التي يتعرض لها أغلب التلاميذ أثناء الإعداد للاختبارات”.
وقال على سبيل المثال إن “بقاء التلاميذ لفترات طويلة ومبكرة من اليوم وهم يراجعون الدروس، تجعلهم يمرون بعياء وجهد مضن يجعلهم بالتالي معرضين لضغوطات كثيرة وضغوطات قوية في غالب الأحيان تؤدي بهم إلى عدم التركيز أثناء الامتحانات وعدم التفاعل بشكل عادي مع مجموعة من القوانين والتشريعات التي تنظم الامتحانات”.
ولذلك يقول أبو غالم بأن “أغلب التلاميذ معرضون لمجموعة من المشاكل النفسية ومجموعة من المشاكل العاطفية التي ترتبط في غالب الأحيان بالإرهاق” ومضى شارحا أن ذلك نابع أساسا من الفهم الخاطئ لفكرة الامتحان ذاتها”. وقال في هذا الصدد إن أغلب التلاميذ لا يدركون أن “الامتحان هو مجرد فترة لإعادة اختبار المهارات الأساسية التي تم تلقينها لهم طيلة الموسم الدراسي”.
ومن جانب آخر انتقد الفاعل التربوي المناهج الدراسية التي يرى أنها تولد في الحقيقة الضغوطات النفسية، مشيرا إلى أن “المقررات الدراسية التي تعتمد على طول الوحدات وعلى كثرة الدروس التي يتم تلقينها لهؤلاء التلاميذ تجعلهم تحت رحمة طول البرنامج والدروس المعقدة التي تحتاج لفترات أطول”.
ويرى الفاعل التربوي إياه أن “مجموعة من التلاميذ على مستوى التربية النفسية ما يزالون في المراجل الأولى للتكوين وبالتالي هم “دون تجربة ويحتاجون إلى مراحل أخرى من أجل تكوين شخصية قوية مستعدة لمجابهة جل المخاطر ومواجهة جل التحديات المرتبطة بالامتحانات”.
وخلص المتحدث ذاته إلى أن “الضغوط النفسية تختلف عواملها وتختلف نتائجها، منها ما يمكن أن يصل إلى حد القيام بمجموعة من الأمور التي من ممكن أن تعرض حياة التلميذ للخطر أو تودي بحياته بشكل نهائي كما وقع في فاجعة مدينة آسفي”.
وواصل أن “التلميذة ربما كانت تعاني من نفسية هشة وتعاني من ضغوطات قادتها إلى التأثر البالغ” مؤكدا في هذا الصدد أنه “لا بد من استحضار مجموعة من الأشياء التي من الممكن ان تسهم في تقوية نفسية الممتحنين” مشيرا إلى إمكانية “اللجوء إلى أخصائيين نفسيين سواء عبر الإدارة أو الأسرة”.