story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

الحكومة الإسرائيلية توافق على وقف إطلاق النار في غزة

ص ص

أعطت الحكومة الإسرائيلية بعد منتصف ليل الجمعة السبت 18 يناير 2025، الضوء الأخضر لاتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية -حماس- في قطاع غزة، ما يفتح الباب أمام بدء تطبيق هدنة تترافق مع الإفراج عن رهائن إسرائيليين في مقابل معتقلين فلسطينيين.

وكانت قطر والولايات المتحدة قد أعلنتا الأربعاء المنصرم التوصل إلى هذا الاتفاق الذي يطمح إلى “وضع حد نهائي للحرب” التي سقط فيها على مدى أكثر من 15 شهرا عشرات آلاف الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة المدمر، على ما قال رئيس وزراء قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.

لكن بانتظار موعد بدء الهدنة المحدد الأحد عشية تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، يواصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط أكثر من مئة شهيد منذ الأربعاء بحسب الدفاع المدني فيه.

وأقر مجلس الوزراء الإسرائيلي فجر السبت الخطة رغم معارضة الوزراء الذين ينتمون إلى اليمين المتطرف.

ويفترض أن تدخل الهدنة حيز التنفيذ الأحد من دون أن توضح الحكومة الإسرائيلية الساعة المحددة لذلك.

وسبق لحركة حماس أن أعلنت موافقتها على شروط الاتفاق والتزمت باحترامه.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال في بيان “بعد مراجعة كل الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية، وإدراك أن الاتفاق المقترح يدعم تحقيق أهداف الحرب، أوصت (الحكومة الأمنية) مجلس الوزراء بالموافقة” عليه.

ينص الاتفاق في مرحلة أولى تمتد على ستة أسابيع، على الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة.

في المقابل ستُفرج إسرائيل عن 737 معتقلا فلسطينيا، على ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية السبت، بالمقابل نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أنه سيتم الإفراج عن 2000 أسير فلسطيني بينهم المئات المحكومين بالسجن المؤبد.

ومن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم زكريا الزبيدي القيادي السابق في كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح.

وسيتم التفاوض على إنهاء الحرب بشكل تام، خلال هذه المرحلة الأولى.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أن عمليات الإفراج الأولى عن رهائن ستتم الأحد.

وأفاد مصدران قريبان من حماس بأنه سيجري في البداية الإفراج عن ثلاث إسرائيليات.

وقال مسؤول عسكري إنّ نقاطا أقيمت عند معابر كرم أبو سالم وإيريز ورعيم حيث سيُعاين أطباء واختصاصيون نفسيون الرهائن المفرج عنهن قبل “نقلهن بمروحية أو بسيارة” إلى مستشفيات في إسرائيل.

وحددت السلطات الإسرائيلية الجمعة أسماء 95 معتقلا سيفرج عنهم الأحد غالبيتهم من النساء والقاصرين، معظمهم اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023، وأشارت إلى أنها اتخذت إجراءات “لمنع أي مظاهر للاحتفال علنا” عند إطلاق سراحهم.

والرهينتان الفرنسيان عوفر كالديرون وأوهاد ياهالومي هما ضمن 33 رهينة سيجري الإفراج عنهما في المرحلة الأولى بحسب باريس.

وقال دانيال ليفشيتس حفيد الرهينة أوديد ليفشيتس (84 عاما) “هذه هي اللحظة التي كنا ننتظرها (…) آمل فعلا أن نرى جدي يعود إلى الديار شامخا وحيا”.

أمل

حتى قبل بدء تنفيذ الهدنة، بدأ فلسطينيون شردتهم الحرب يستعدون للعودة إلى منازلهم.

وقال نصر الغرابلي الذي فر من منزله في مدينة غزة في الشمال إلى الجنوب بحثا عن مأوى “أنتظر حلول صباح الأحد، عندما يعلنون وقف إطلاق النار، سأكون أول واحد داخل غزة”.

وأضاف “سأقبّل أرضي، وأنا نادم لأنني خرجت من أرضي. كان أفضل لي أن أموت في أرضي من أن أتهجر”.

وقالت أم خليل بكر التي لجأت إلى مخيم النصيرات “منازلنا مهدمة، لا منازل لنا، سنعاني معاناة أكبر بكثير. لا مياه، لا كهرباء. وسنعاني في الحياة اليومية”.

وأضافت هذه الأم لعشرة الأطفال “سآخذ خيمتي وأزيل الركام وأضعها على ركام بيتي، نعرف أن الطقس بارد ولا بطانيات، لكن سنرجع إلى بلدنا ووطننا”.

وقال محمد الخطيب معاون مدير العمليات في “جمعية العون الطبي للفلسطينيين” إن الكثير من العائدين “سيجدون أن أحياءهم دمّرت بالكامل” مع غياب تام للخدمات الأساسية.

وأضاف “المعاناة ستستمر (…) لكن على الأقل هناك أمل” فيما تتوقع المنظمات الإنسانية أن تواجه عقبات كبيرة في مساعدة السكان.

وتسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في استشهاد أكثر من 46876 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال والمسنين.

ثلاث مراحل

أبرم الاتفاق الذي أشاع شعورا بالفرح بين سكان غزة الذين يعانون ظروفا شديدة القسوة أوصلتهم إلى حافة الجوع، بعد تسريع المفاوضات التي ظلت متعثرة لأكثر من سنة، مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الاثنين.

وينص الاتفاق في مرحلته الأولى على “وقف إطلاق نار شامل” والإفراج عن 33 رهينة، بينهم نساء وأطفال ومسنون، وانسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في قطاع غزة وزيادة في المساعدات الإنسانية الداخلة إلى القطاع، وفق ما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن.

وقال بايدن إن إسرائيل من جانبها “ستفرج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين”.

ويفترض أن تسمح المرحلة الثانية بالإفراج عن بقية الرهائن، على ما أوضح. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستُكرَس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.

وخلال المرحلة الأولى سيجري التفاوض على ترتيبات المرحلة الثانية لوضع “حد نهائي للحرب”، على ما قال رئيس الوزراء القطري محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني.

الجمعة، خلال محادثات فنية جرت في القاهرة اتّفق ممثلون عن مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل على تشكيل غرفة عمليات مشتركة في العاصمة المصرية “لضمان التنسيق الفعال ومتابعة الالتزام ببنود الاتفاق”، وفق قناة “القاهرة الأخبارية” القريبة من السلطات المصرية.

ودمرت الحرب قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي منذ العام 2007 والذي يعاني أساسا الفقر والبطالة، واضطر غالبية سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى النزوح مرارا، ما أدى إلى كارثة إنسانية هائلة.

ولا يتطرق اتفاق وقف النار إلى المستقبل السياسي لقطاع غزة حيث سيطرت حركة حماس على السلطة عام 2007.