story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

الحسن الثاني: الهجرة القروية والفقر سبب أحداث يونيو 1981

ص ص

“كلكم تعلمون شعبي العزيز، أن لكل رئيس دولة وزنين: وزنه الخاص بشخصيته وتجربته، الخاص بمعرفته لتحليل المشاكل والتغلب على الصعاب، و له وزن آخر وهو الاعتبار والاحترام اللذان يتمتع بهما الشعب الذي يمثله ويخدمه”، قال الملك الراحل في خطاب 24 يونيو عقب تلك الأحداث، في مقدمة لعتاب اعتاد القيام به كلما انفلتت الأوضاع من يده، حيث ربط بين التحرّك الشعبي المعروف بمجزرة “شهداء كوميرة”، والمهمة الدبلوماسية التي كان الملك مُقبل عليها في العاصمة الكينية نيروبي حول الصحراء، معتبرا أن ذلك التحرك الشعبي أضرّ بصورة المغرب.

بين عبارات العتاب والهجوم الشديد على من اعتبرهم الملك الراحل متسببين في أعمال العنف والشغب، عاد ليقرّ بالمسؤولية ويعتبر بأن للدولة نصيب مما تلام عليه، فقد “وقع الشغب في الأحياء التي ليست في الحقيقة أحياء، وقع الشغب في ذلك السكن الذي لا يليق بالكرامة الإسلامية أن يعيش فيه أحد، ذلك السكن الذي تركناه يبنى، نحن الذين أغمضوا أعينهم يوم أقيمت البراكة الأولى والثانية والثالثة، نحن الذين لم يمسكوا بالشيخ أو مقدم الحومة أو الخليفة أو العامل الذين لم ينهوا عن المنكر وتركوه يستشري، نحن المسؤولون وحين أقول نحن أتحدث عن خمس عشرة سنة مضت، نحن المسؤولون…” قال الحسن الثاني في خطاب عيد الشباب الموالي، يوم 8 يوليوز 1981.

ثم عاد ليتساءل: “فمن أين أتى هؤلاء الناس؟” ويجيب: “أتوا من البادية. ستقولون لماذا أتوا من البادية؟ أجيبكم بأن البادية لم تعطهم الوسائل ليبقوا مستقرين بها، هذه الوسائل هي الشغل، وأماكن لدراسة أبنائهم، والدافع الذي يجعلهم يفضلون حياتهم بالبادية ويدافعون عن استمرارية تلك النوعية من الحياة في البادية”.