حرائق تازة: النيران تلتهم مصادر رزق ساكنة مغراوة
التهمت النيران المندلعة بجماعة مغراوة في مدينة تازة منذ يوم الجمعة الماضي هكتارات كبيرة من الأراضي الغابوية. هذه الحرائق التي لم يتم السيطرة عليها بشكل كلي حتى الآن. لم تأت على الغطاء الغابوي فحسب إنما أتت أيضا على مصدر رزق الكثير من العائلات بالمنطقة خاصة بدوار بني اسماعيل ودوار تمرغوت الأكثر تضررا من النيران.
وحدهم في مواجهة النيران
سكان دواوير مغراوة يعتمدون في كسب قوتهم اليومي بالدرجة الأولى على تربية المواشي وخاصة المعز. نظرا لصعوبة التضاريس الجبلية بالمنطقة. والآن بسبب الحرائق التي اجتاحت المنطقة “هناك أسر فقدت قطعانها بالكامل.. وأخرى لم يتبق من محاصيلها شيء غير الرماد”. هكذا يصف بأسف رئيس جمعية تمورغوت للتنمية والتعاون والبيئة بجماعة مغراوة حال أهل دواره. بعد أن التهمت ألسنة النيران كل ما يملكونه.
وصرح رئيس الجمعية لصوت المغرب أن” أهالي دوار تمورغوت تضرروا بشكل كبير من الحرائق حيث احترقت محاصيلهم من أشجار الزيتون التي تعد مصدر رزقهم الوحيد.. وفقدت جل ساكنة الدوار قطعانها من المواشي.” و أضاف أن “أهالي المنطقة انخرطوا أيضا في عمليات إطفاء النيران التي اقتربت من المنازل بوسائلهم البسيطة.”
الحرائق حسب ذات المتحدث لم تخلف خسائرا في منازل سكان المنطقة. إلا أن السلطات المعنية لم تتمكن حتى اللحظة من إخماد النيران بشكل كلي.
فيما لايزال أهالي الدوار يبيتون خارج منازلهم في مؤسسات للإيواء خصصتها جماعة مغراوة لهذا الغرض.
هذا الدوار ليس وحده المتضرر من الحرائق. مصدر آخر من ساكنة دوار بني اسماعيل بجماعة مغراوة صرح لصوت المغرب أن “منطقته احترقت بالكامل” قائلا “إن سكان دواره لازالوا لم يستوعبوا حتى اللحظة هول ما حدث معهم” وواصل نفس المتحدث أن محاصيله أيضا تضررت من الحرائق مشيرا إلى فقدانه “أزيد من عشرين شجرة من اللوز وأشجار أخرى من الصنوبر والزيتون..”
وأكد أنه قد تمت محاصرة النيران بهذا الدوار. لكن الساكنة لازالت “قلقة من احتمال اندلاع حرائق أخرى في أي لحظة خاصة مع هبوب الرياح وارتفاع درجات الحرارة”.
آخر المعطيات الرسمية
كان المدير الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه والغابات، مراد الصفدي، قد أعلن في آخر خروج إعلامي له أمس الاثنين، أنه تم تطويق الحريق الذي اندلع منذ يوم الجمعة الماضي بغابة مغراوة في إقليم تازة بنسبة 65 في المائة، مشيرا إلى أن فرق التدخل لا تزال معبأة لإخماد هذا الحريق الغابوي.
وأشار الصفدي إلى أن المساحة المتضررة من الحرائق بلغت حوالي 600 هكتار حتى وقت إدلائه بهذا التصريح.
في حين كشف أنه “لم يتم تسجيل أي أضرار بشرية أو مادية”، مسجلا أن “الكثير من العمل” ينتظر فرق التدخل المكونة من عناصر الوكالة الوطنية للمياه والغابات والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة، مدعومة بوحدات عسكرية تابعة للحامية العسكرية بتازة، وثلاث طائرات من نوع “كنادير” تابعة للقوات الملكية الجوية..
وأشار إلى أن السلطات المحلية، مدعومة بالدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات المساعدة، قامت بإجلاء قاطني نحو 50 مسكنا بثلاثة دواوير تابعة لجماعة مغراوة.
وقد تم إيواء أزيد من 100 شخص من قاطني هذه الدواوير، القريبة من محيط النيران، بمؤسسات الاستقبال الموجودة بمركز الجماعة.
الحرائق تلتهم 1200 من الغابات المغربية خلال 6 أشهر فقط
تسببت الحرائق المندلعة في الغابات المغربية بالقضاء على أكثر من 1251 هكتارا، منذ بداية العام الحالي، حسبما كانت قد أعلنت عنه الوكالة الوطنية للمياه والغابات شهر يوليوز الماضي. حيث أفادت اندلاع
182 حريقا في الغابات أتت على 1251 هكتارا، مشيرة إلى “أن 54 في المائة من المساحة المحترقة عبارة عن أعشاب ثانوية”. وأوضحت أن منطقة طنجة، وتطوان، والحسيمة، تأتي في مقدمة المناطق المتضررة بمساحة تقدر بـ881 هكتارا (68 حريقا) أي بنسبة 70 بالمائة، مقارنة بإجمالي المساحة المحروقة على المستوى الوطني.
وتأتي حسب الوكالة جهة سوس ماسة في المرتبة الثانية بمساحة تقدر بـ190 هكتارا، أي بنسبة تقدر بـ15 بالمائة من إجمالي المساحة التي التهمتها النيران على المستوى الوطني.
وتتزايد سنويا المخاوف من اندلاع الحرائق. خصوصا أن الغابات المغربية على غرار الغابات الأخرى بمنطقة البحر الأبيض المتوسط تتميّز بقابلية اشتعال مرتفعة في فصل الصيف، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض رطوبة الهواء، وشدّة الرياح الجافة والساخنة.