“التقاعد المبثور” يخرج متقاعدي السكك الحديدية إلى الشارع

تظاهر عشرات المواطنين من موظفي السكك الحديدية، الإثنين 27 يناير 2025، بالعاصمة الرباط مطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية بعد التقاعد، الذي وصفوه بـ”التقاعد المبتور”، حيث يشعرون أن حقوقهم الأساسية تم تقليصها، ليظل من نصيبهم الفتات، وفق تعبيرهم.

وأعرب رئيس الجمعية المغربية للتنمية والتعاون لمتقاعدي السكك الحديدية عبد الرحيم مساعد، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، عن استيائه من “الأوضاع الصعبة التي يعيشها متقاعدو السكك الحديدية”، مشيراً إلى أن السبب الرئيسي وراء هذه المعاناة هو “غياب الاهتمام بالموارد البشرية، التي تُعتبر اليوم الرأسمال البشري الحقيقي”.

وتساءل مساعد: “أين القيمة الحقيقية لهذا الرأسمال البشري؟”، لافتاً إلى أن هناك العديد من الإشكاليات المرتبطة بنظام التقاعد، خاصة بالنسبة للمتقاعدين الذين أحيلوا على التقاعد النسبي، أو المغادرة الطوعية، أو الذين أضافوا خمس سنوات من العمل.

وشدد عبد الرحيم مساعد على أهمية المظاهرة الاحتجاجية التي بدأت من أمام محطة القطار “الرباط أكدال” لتنطلق في مسيرة توقفت أمام مقر المكتب الوطني للسكك الحديدية، واصفاً اليوم بأنه “تاريخي” في مسار المطالبة بحقوق متقاعدي السكك الحديدية.

وأشار إلى أن الانتقال من نظام التقاعد الداخلي الخاص بقطاع السكك الحديدية إلى النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد، “كان له تأثير كبير وسلبي على جميع جوانب التقاعد”، الذي سمّاه “التقاعد المبتور”، موضحاً أن التسمية تعكس انتزاع حقوق المتقاعدين الأساسية، حيث قال: “لقد أخذوا الجوهر وتركوا لنا القشرة فقط، أخذوا الدقيق ولم يبقَ لنا سوى الفتات.”

وفيما يتعلق بالمشاكل الصحية، أكد أن التعاضدية تعاني من اختلالات كبيرة، حيث لا يحصل المرضى من المتقاعدين على الرعاية الطبية الكاملة، رغم الادعاءات بوجود شراكات مع عدد من المستشفيات، واستدرك قائلاً إنه “عند مواجهة الواقع، نجد أن الأمور مختلفة تماماً، وهناك تدهور خطير في أوضاع الأرامل والأيتام”.