البرلمانات المتوسطية بوابة اسرائيل لدخول المغرب
يزور رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، إسرائيل، بصفته رئيسا للجمعية المتوسطية للبرلمانيين، وهو التجمع الاقليمي الذي كان دائما يطرح إشكالات للمغرب، بسبب التمثيلية الاسرائيلية فيه، واضطراره لاستقبال البرلمانيين الاسرائيليين في حالات احتضان المغرب لأنشطة الجمعية، حيث كانت هذه الجمعية، على مدى سنوات، ورقة تحايل المسؤولين الاسرائيليين على رفض التطبيع في المغرب.
وخلال شهر أكتوبر من سنة 2010، تظاهر عشرات المواطنين والنشطاء المغاربة أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط ،احتجاجا على مشاركة رئيس الكنيست الإسرائيلي آنذاك رؤوفين ريفلين في مؤتمر الجمعية البرلمانية المتوسطية، ورفع المتظاهرون شعارات منددة بزيارة المسؤول الإسرائيلي معتبرين أن هذه الخطوة تستفز مشاعر المغاربة الرافضين للتطبيع .
المسؤول الإسرائيلي لم يتراجع عن المشاركة في المؤتمر المنظم بالرباط، رغم قيام الحكومة المغربية بإلغاء جميع اللقاءات الرسمية التي كانت تنوي عقدها معه بسبب ضغط الشارع الرافض للتطبيع مع إسرائيل، ووجهت اتهامات آنذاك لإسرائيل بمحاولة توريط المغرب في مسلسل التطبيع.
حدث مشابه عرفه مقر البرلمان المغربي في شهر مارس من سنة 2012، عندما اضطر ممثل الكنيست الإسرائيلي ديفيد سرانكا، إلى الخروج من الباب الخلفي لمبنى البرلمان في وسط الرباط، حيث كانت تعقد أشغال الدورة الثامنة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، وذلك تحت حراسة مشددة، والتوجه مباشرة إلى المطار حيث غادر المغرب متوجها إلى فرنسا.
مشاركة إسرائيل في هذا المؤتمر أثارت ارتباكا داخل البرلمان، حيث إن نوابا من مختلف الأحزاب، كانوا قد قاطعوا جلسات المؤتمر، فيما خرج المئات للتظاهر أمام مبنى البرلمان، للاحتجاج على مشاركة إسرائيل في المؤتمر، حيث تزامنت هذه الأحداث مع “المسيرة العالمية من أجل القدس”.
في أكتوبر 2017 عاش البرلمان حالة توتر مشابهة، عندما حاصر برلمانيون مغاربة لوفد إسرائيلي برئاسة وزير الدفاع الأسبق عمير بيريتز عند دخوله البرلمان، وواجهوه بالاحتجاج والرفض، مؤكدين رفضهم التطبيع والتعامل مع ممثلين عن دولة الاحتلال.
بيريتز كان يقود وفدا من الكنيست الاسرائيلي، للمشاركة في مناظرة برلمانية دولية من تنظيم الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط والمنظمة العالمية للتجارة، حول موضوع تسهيل التجارة والاستثمارات في المنطقة المتوسطية وأفريقيا، بأروقة مجلس المستشارين في الرباط.
وكان البرلمان من أجل المتوسط، قد انتخب شهر أبريل الماضي النعم ميارة ،بالإجماع، رئيسا جديدا للفترة 2023-2024، ليخلف في هذا المنصب، بيدرو روك، رئيس برلمان البرتغال، وحظي النعم ميارة بتزكية دول مجموعة الجنوب، بالاجماع ، لرئاسة هذه المنظمة البرلمانية الدولية.
وتأسس برلمان البحر الأبيض المتوسط سنة 2005 من قبل البرلمانات الوطنية التابعة لدول المنطقة الاورومتوسطية. ويعتبر الخلف القانوني للمؤتمر المعني بالأمن والتعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط (CSCM) الذي أطلق في أوائل التسعينات.