“البام” يشتكي من “قسوة الأحكام” على الحكومة وإنجازاتها وينشد “الاعتراف بالجميل”
اشتكت القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة من “عدم الإنصاف والاعتراف للحكومة بما حققته من إنجازات”، معبرة عن استيائها مما أسمته “قساوة في الأحكام السطحية الشعبوية على أداء الحكومة”.
كلمة القيادة الثلاثية لحزب الأصالة والمعاصرة، التي جاءت خلال أشغال الدورة 28 للمجلس الوطني، المنعقدة، صباح اليوم 11 ماي 2014، في سلا، حذرت من “التفاهات الجديدة التي تنشر السوداوية المقيتة والحقد الشمولي، وتهدم مقومات التربية على المواطنة وتمس أحيانا بقيم التلاحم والتضامن الشعبي”.
وشددت على أن “الاعتراف بالجميل من شيم الكبار، وأن ثقافة الاعتذار إذا أخطأنا في حق أي كان من شيم العظماء، وأن قول الحقيقة مهما كانت مؤلمة يعد من أبرز مظاهر الوفاء بالعهود والالتزامات”.
واعتبر الحزب المشارك في التحالف الحكومي الحالي أن “حصيلة إصلاح إيجابية وغير مسبوقة في تدبير الشأن العام ببلادنا، نتيجة حسن الاختيارات السياسية والديمقراطية التي أسست للتغلب على الصعاب الاقتصادية والجيواستراتيجية التي اعترضت عمل الحكومة طيلة السنتين الماضيتين”، واعتبرت قيادة الحليف الحكومي الأول أن الحكومة “حققت نتائج جد مشرفة على كل المستويات، لعب فيها “الأصالة والمعاصرة” ووزراءه دورا هاما”.
وشددت قيادات البام على أنها تمثل “حزبا محترما لحلفائه، ومنسجما مع قناعاته، صادقا في فعله وفي خطابه”، بل وصفته بالحزب “المسهم في تقوية انسجام الحكومة، وفي تعزيز تضامنها، وفي الرفع من نجاعة أدائها، وضع منذ البداية نصب عينيه هدف التضحية لخدمة قضايا المواطنين، ويعمل مناضلوه على عدم تضييع فرص الإصلاح والتغيير، وبالابتعاد عن الضرب تحت الحزام لحلفائه، أو الغرق في الصراعات السياسوية والمزايدات الفارغة مع المعارضة”.
غير أن القيادة الثلاثية، تؤكد من جهة أخرى أن “الحصيلة الإيجابية التي حققتها الحكومة والتطور الفاصل الذي حققته بلادنا في الكثير من المجالات، لا يجب أن يخفي عنا استمرار مظاهر واختلالات اجتماعية غير مقبولة في مغرب اليوم، نقولها بكل صدق لأنفسنا ولمناضلينا أولا، ولكل الغيورين على وطننا ثانيا”.
وأكدت قيادات البام أنه “رغم وتيرة التنمية والتطور الهائلين اللذين طبعا العقدين الماضيين، فإن قناعة بلادنا، ملكا وشعبا، هي أن وتيرة التغيير لاتزال بطيئة، والإصلاحات الكبرى لا تنعكس في بعض الأحيان على تغيير الواقع المعيش لكثير من الفئات الاجتماعية التي لاتزال تغرق في الهشاشة، وتعاني قلة وسوء خدمات المرافق العمومية”.
هذه الاختلالات، كشفها “زلزال الحوز، وقبله تقرير النموذج التنموي الجديد، حيث إن بعض السياسات العمومية الموجهة للفئات الاجتماعية الهشة كالمرأة في العالم القروي والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة لاتزال محدودة النجاعة، ولاتزال الكثير من المناطق الجبلية تعيش الخصاص في التنمية، بل إن مظاهر الريع والفساد لاتزال قائمة في الكثير من المجالات، بما فيها المجال السياسي”، على حد تعبير قيادة البام،