البارصا ممتن لريال مدريد !
“لابورطا ممتن لصمت ريال مدريد”..
كان هذا عنوانا بالبنط العريض صدر أمس في الصفحة الأولى لليومية الرياضية الإسبانية الشهيرة “ماركا” المقربة من إدارة النادي الملكي، تشير فيه إلى تصريحات رئيس البارصا جوان لابورطا في ندوة صحافية بعد العودة من كأس السوبر في السعودية، والتي أشاد فيها بشكل ضمني بغريمه التاريخي ريال مدريد، عندما تحدث عن الأندية التي لم تعترض على قرار المجلس الأعلى للرياضة الإسباني بتسجيل اللاعبين داني أولمو وپاو فيكتور بشكل مؤقت خارج الفترة الزمنية القانونية.
رئيس نادي ريال مدريد، العراب المثير للجدل فلورينتينو بيريز، كان قد سألته وسائل الإعلام في عز حملة أندية لاليغا ضد قرار تسجيل أولمو وفيكتور، عن موقفه وموقف ناديه من القضية، فأجاب بشكل غير متوقع: “يجب ترك برشلونة وشأنه، فهو شريكنا وليس منافسنا. أقول ذلك بكل صدق، علينا أن نتذكر أنه نادٍ من بين الأندية الكبرى في العالم”.
الجواب الذي أظهر جانبا براغماتيا في علاقة ريال مدريد وبرشلونة، خلافا للسائد لدى جمهور كرة القدم، من “عداوتهما” الأزلية فوق الملاعب.. فكثير من الخبايا في علاقتهما الملتبسة، تؤكد خلاصة واحدة وهي أن ريال مدريد يستمد قوته وتوهجه ومصدر مداخليه المالية من الصراع الكروي مع البارصا، والعكس صحيح، إذ لا قيمة للبارصا في عدم وجود منافس قوي مثل ريال مدريد.
لاپورطا الذي يضطر في كثير من المواقف أن يتهم ريال مدريد بإضعاف البارصا والتآمر عليها، يفعل ذلك فقط كورقة “شعبوية” لصرف أنظار جمهور النادي وأعضاء جمعيته العمومية عن المشاكل البنيوية والمالية التي تنخر الفريق الكطالوني، إذ هو نفسه (لابورطا) الذي يذهب للعاصمة مدريد سرا ليجالس فلورينتينو بيريز بخصوص “حلفهما” في مشروع السوبر الأوربي، وهو نفسه (دائما لابورطا) الذي سئِل ذات يوم وهو السياسي المنتمي لحزب اليسار الجمهوري الكطلاني الإنفصالي، عن مصير البارصا في حال استقلال كطالونيا عن إسبانيا، فأجاب بكل وضوح.. البارصا سيبقى ممارسا في دوري “لاليغا” رغم كل التغيرات التي قد تحدث.. وهو ما كان يعني أن “البلاوغرانا” لا حياة له بدون منافس كروي تقليدي مثل ريال مدريد.