الأزمة بين الرباط وباريس تغيب لوكورتيي عن الاستقبال الملكي
غاب السفير الفرنسي بالرباط كريستوف لوكورتيي عن قائمة السفراء المفوضين فوق العادة الذين استقبلبهم الملك محمد السادس، يوم أمس الثلاثاء، بالقصر الملكي بالرباط، في سياق الأزمة المستمرة بين الرباط وباريس.
ورغم أن لوكوتيي يحمل صفة سفير مفوض فوق العادة للجمهورية الفرنسية لدى المملكة لم يكن من بين السفراء الذين استقبلهم العاهل المغربي.
وتعتبر رتبة “سفير مفوض فوق العادة”، أعلى مرتبة دبلوماسية في مراتب السفراء، تخول لحاملها صلاحيات موسعة لداء مهمته، وتـُمنح عادة للأشخاص المكلفين بمهام خاصة لبلدانهم لدى بلدان أخرى أو منظمات دولية. كما تمكنهم أيضا من إبرام اتفاقيات باسم الدولة أو الهيئة التي يمثلونها.
ويتزامن غياب السفير الفرنسي كريستوف لوكورتيي عن هذا الاستقبال، الذي خصص لـ 14 سفيرا وسفيرة، مع تصاعد حدة الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة بين الرباط وباريس، منذ سبتمبر سنة 2021 وذلك على خلفية القرار الفرنسي الذي قضى بتخفيض عدد التأشيرات الممنوحة للمواطنين المغاربة، ثم تبادل الاتهامات بشأن قضايا التجسس وحقوق الإنسان بعدها، مرورا بالفراغ الديبلوماسي بين البلدين منذ ما يقرب من سنة بعد إنهاء المغرب لمهام سفيره في باريس، وانتهاء برفض المغرب للمساعدات الفرنسية بعد الزلزال الذي ضرب منطقة الأطلس الكبير بداية شتنبر الماضي، وخروج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدها لمخاطبة الشعب المغربي بشكل مباشر عبر فيديو بُث على مواقع التواصل الاجتماعي، دون المرور عبر القنوات الديبلوماسية كما هو متعارف عليه، مما زاد من تعميق الأزمة بين البلدين.
وقبل أن ينجلي غبار العاصفة التي خلفتها خرجة ماكرون، حتى أثارت وزيرته في الخارجية كاثرين كولونا، عاصفة أخرى، بعدما صرحت لإحدى القنوات التلفزيونية عن زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب بعد دعوة تلقاها من الملك محمد السادس، غير أن الرباط سارعت إلى نفي هذه الزيارة عبر قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، نقلا عن “مصدر حكومي رسمي”، بالقول إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للمغرب “ليست مدرجة في جدول الأعمال ولا مبرمجة”، معبرا عن استغرابه لكون وزيرة الخارجية الفرنسية اتخذت “هذه المبادرة أحادية الجانب ومنحت لنفسها حرية إصدار إعلان غير متشاور بشأنه بخصوص استحقاق ثنائي هام”.