استنكار شعبي لحصار شمال غزة.. المغاربة يواصلون التظاهر للأسبوع الثاني بعد “عام الطوفان”
تتواصل احتجاجات المغاربة للأسبوع الثاني بعد عام من الحرب تضامناً مع الشعب الفلسطيني، حيث يستمر خروج مظاهرات في عدة مدن بينها الدار البيضاء والرباط، منذ الإثنين الماضي، تنديداً بمحرقة مستشفى شهداء الأقصى وحصار جباليا وشمال غزة.
وفي العاصمة الرباط، تظاهر مئات المغاربة أمام مبنى البرلمان أميس الثلاثاء، معبرين عن استنكارهم لتواصل ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني في غزة للعام الثاني على التوالي بدعم أمريكي غربي، مرددين هتافات تطالب بوقف حرب الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي على الشعبين الفلسطيني واللبنانين، كما ينتظر تنظيم مظاهرة أخرى اليوم الأربعاء.
كما رفعوا شعارات تدعو لتحرك شعبي واسع في المنطقة العربية والعالم نصرة للقضية الفلسطينية، وحمل الحكومات على اتخاذ مواقف من شأنها إيقاف الحرب ومراقبة جيش الاحتلال على جرائمه، وإنهاء تطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية مع تل أبيب.
في هذا الصدد، ندد أبو الشتاء مساعف عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، بما وصفها ب”الإبادة الإجرامية التي يمارسها العدو شمال غزة، والمحرقة التي تعرض لها المستشفى أمام أعين المنتظم الدولي الذي يكيل بمكيالين ويخرس أمام الوحشية التي يمارسها الكيان الصهيوني”، متسائلاً “أين هي هيئاته الأممية ومنظماته الإنسانية من إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ أمام شعب محاصر ليس له طعام ولا دواء ولا كهرباء”.
واستنكر مساعف “الصمت الرهيب” للأنظمة العربية، مشيراً إلى أن المغرب جزء من هذا الصمت، المصحوب بسلوكات استفزازية لمشاعر المغاربة، والتي كان آخرها يضيف المتحدث “بث مسلسل تمثل فيه مجندة صهيونية على قناة تُموّل من جيوب المغاربة، الذين خرجوا في المسيرات المليونية للتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين، ورفض التطبيع الذي وقعته الحكومة في دجنبر 2020”
ويرى المتحدث ذاته أنه آن أوان أن تنتقل شعوب دول الطوق (المجاورة لفلسطين) من التضامن إلى الإسناد، “وتأخذ مبادرات فعلية عملية لدعم الشعب الفلسطيني في مقاومته”، لافتاً إلى أنه على شعوب أمة الملياري مسلم “تلقين درس بليغ للكيان الصهيوني الذي تحميه الإدارة الأمريكية واللوبي الصهيوني في الغرب أمام أنظار الأمة”.
هذا وخرجت مظاهرات في مدن عدة بينها الدار البيضاء وتاوريرت، في الوقت الذي ينتظر أن يستمر فيه الاحتجاج بمدن عدة بينها تطوان مساء اليوم الأربعاء 16 أكتوبر 2024، استنكاراً للمحرقة التي أثارت صورها استياء عارماً، مع تواصل حصار شمال غزة منذ أيام تمهيداً لفصله عن بقية القطاع وتدمير بيوت المدنيين التي فضلوا البقاء فيها على النزوح إلى خيام الجنوب.
وأفاد عضو الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع أن مظاهرات هذا الأسبوع تأتي استمراراً لدعم الشعبين الفلسطيني واللبناني “بعد نجاح مسيرة الذكرى الأولى لبداية معركة طوفان الأقصى، واليوم الوطني 17 عشر الذي سجل تظاهر 40 مدينة داعمة للفلسطينيين في محنتهم ضد جيش الاحتلال الذي يسعى لإعادة المدنيين في غزة برعاية الإدارة الأمريكية”.
ووثقت مقاطع مصورة شاركها ناشطون مشاهد قاسية من اللحظات الأولى بعد قصف مستشفى شهداء الأقصى الذي يؤوي نازحين بمدينة دير البلح، في ليلة دامية جراء غارات إسرائيلية أدت إلى استشهاد وإصابة العشرات.
وأسفر القصف الإسرائيليعن 4 شهداء بينهم امرأة وطفل ونحو 40 مصاباً، حسب مصادر طبية أشارت إلى أن جثامين الشهداء تفحمت بالكامل، وأن أغلب الجرحى أصيبوا بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة.