”ازدواجية الخطاب” تدفع المتصرفين التربويين للإحتجاج أمام الوزارة

نظم أطر الإدارة التربوية وقفة احتجاجية صباح الأربعاء 14 ماي 2025، أمام وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالرباط، تنديدا بما وصفوه بـ “ازدواجية الخطاب” الذي تنهجه الوزارة الوصية في التعاطي مع قضاياهم المهنية.
وجاءت هذه الوقفة استجابة لنداء التنسيق النقابي الخماسي للإدارة التربوية، المتكون من الجامعة الوطنية للتعليم (UMT) النقابة الوطنية للتعليم (CDT)، والجامعة الحرة للتعليم (UGTM)، والجامعة الوطنية للتعليم (FNE)، والنقابة الوطنية للتعليم (FDT) وذلك في سياق استمرار مسلسل الاحتقان بين المتصرفين التربويين والوزارة الوصية.
خطوات نضالية متصاعدة
وفي هذا الصدد، أوضح الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية لأطر الادارة التربوية التابعة للجامعة الوطنية للتعليم، رشيد الصابري، في تصريح لصحيفة ”صوت المغرب”، أن “هذه المعركة النضالية قد انطلقت فعليًا بمقاطعة شاملة لكل ما له صلة بمشروع المؤسسة، بما في ذلك الاجتماعات والتدبير المالي”.
وأكد أن هذه الخطوة التصعيدية تأتي “كرد فعل على الوضعية التي يرى فيها المتصرفون التربويون أن الوزارة تتعامل معهم بمنظور يتسم بالازدواجية والتناقض”.
وانتقد الصابري “ازدواجية” الخطاب الرسمي للوزارة، مشيرًا إلى أن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة محمد سعد برادة، وفي سياق حديثه أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، “أشاد بالدور الهام الذي تضطلع به الإدارة التربوية، خاصة في مشروع مؤسسة الريادة. إلا أن هذا الخطاب الإيجابي لا نجد له صدى في النصوص التشريعية والتنظيمية الصادرة عن الوزارة”.
ملفات عالقة ومطالب مهنية
وإلى جانب ذلك، أشار الصابري إلى أن هناك جملة من الملفات العالقة التي تؤرق أطر الإدارة التربوية، وفي مقدمتها المادة 889 المتعلقة باسترجاع المبالغ المقتطعة من أجورهم، لافتا إلى وجود ملفات أخرى لم يتم البت فيها بعد، فضلا عن مسألة التعويضات التي وصفها بـ “الهزيلة جدًا” مقارنة “بالمهام الجسيمة والمتعددة التي يضطلع بها المتصرفون التربويون”.
وأضاف المتحدث أن “هناك فجوة واضحة بين الخطاب الرسمي للوزارة الذي يحتفي بأهمية المتصرف التربوي، وبين الواقع القانوني والتشريعي الذي لا يعكس هذا التقدير في شكل نصوص قانونية واضحة ومنصفة”.
ووجه المسؤول النقابي تنبيها للوزارة، مبرزا أن ”وقفة اليوم هي بمثابة إنذار للوزارة للتراجع عن هذا المسار والتعاطي بجدية مع المطالب المشروعة لأطر الإدارة التربوية”.
دور محوري وتهميش مستمر
من جهته، أشار الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للإدارة التربوية، زكرياء الجامعي، إلى أن الوقفة الاحتجاجية “جاءت بعد تراكم المشاكل التي يعاني منها إطار المتصرف التربوي”، مشيرا إلى أن هذا الإطار، “الذي أُحدث عام 2018 بعد نضالات مستمرة لأكثر من عشر سنوات، لم ينجح في تلبية الآمال المعلقة عليه”.
وأوضح الجامعي أن هناك فئات من موظفي قطاع التربية الوطنية متضررة جدًا في عموم جهات المغرب، “من بينها ضحايا الترقيات، بالإضافة إلى المتصرفين التربويين الذين لم يحصلوا على تعويض كافٍ رغم ثقل المهام وتزايدها وتشعبها، فضلًا عن قلة الموارد البشرية التي تزيد من إرهاقهم”.
وفي السياق ذاته، شدد المتحدث على الدور المحوري الذي يضطلع به المتصرف التربوي في المؤسسات التعليمية، واصفًا إياه بأنه “الآلية التي تحافظ على الأمن التربوي”.
وشرح مفهوم الأمن التربوي بأنه يشمل استقبال أولياء الأمور والتلاميذ، وتوفير الظروف الملائمة لاشتغال الأطفال وسير العملية التعليمية في أحسن الظروف، لافتا إلى أن المتصرف التربوي يمثل “ممتصًا للصدمات والمشاكل” داخل المؤسسة التعليمية.
وانتقد الجامعي ما وصفه بـ “الصمت” الذي يلف ملف الإدارة التربوية لدى الوزارة، رغم أن هذه الفئة تعتبر امتدادًا للإدارة وتساهم بشكل مباشر في التنزيل الفعلي للسياسة العمومية التعليمية في المغرب.
مطالب متعددة
وفي غضون ذلك، لخص زكرياء الجامعي مطالب المتصرفين التربويين في ثلاث نقاط رئيسية:
• إقرار نظام أساسي خاص بهذه الفئة يضمن حقوقهم وواجباتهم بشكل واضح ومنصف.
• جبر ضرر الترقيات للأعوام 2021-2022-2023، وذلك لإنصاف المتضررين من التأخير في الترقيات.
• إقرار تعويض عادل، كون أن التعويض الحالي “هزيل جدًا “، وأن التعويضات التي تُمنح لهم على المهام وغيرها “تتحول إلى شخص آخر في حالة انتقال المتصرف المعني بها إلى إدارة أو مؤسسة أخرى”، وهو ما اعتبره “ظلمًا”.
من جهة أخرى، أوضح المسؤول النقابي أن “هذه الأطر لا تحصل على تعويض الريادة، رغم أنها تستحق التعويض على العمل الإضافي الذي تقوم به”، خاصة وأنها تتحمل جزءًا كبيرًا من تنزيل مشروع “المدارس الرائدة” الذي تروج له الوزارة.
وخلص الجامعي إلى مناشدة الوزارة بتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه هذا الاحتقان، مؤكدًا أن فئة المتصرفين الترويين “لا يُستهان بها” بالنظر للدور المحوري الذي تقوم به في سبيل النهوض بقطاع التربية والتكوين.
*سناء الأحبابي – صحافية متدربة