story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
بيئة |

ارتفاع حصيلة حرائق لوس أنجليس الآخذة في الاتساع إلى 16 قتيلا

ص ص

قضى ما لا يقل عن 16 شخصا في الحرائق المستعرة في لوس أنجليس منذ أيام عدة والتي امتدت أمس السبت إلى مناطق كانت بمنأى من النيران.

وتواصل لوس أنجليس إحصاء الضحايا مع ارتفاع عدد القتلى مساء السبت إلى 16 قتيلا بعدما كانت حصيلة سابقة تشير إلى 11.

وقالت دارا دانتون من سكان حي باسيفيك باليسايدس الراقي الذي انطلقت منه النيران الثلاثاء وهي تنظر بأسى إلى زوجها، “الأمر مؤثر ومحزن جدا. كل أصدقائنا، أفضل الأصدقاء، خسروا منازلهم ونحن أيضا”.

ويقيم الزوجان منذ 25 عاما في الحي وهما من بين أكثر من 150 ألف شخص اضطروا للفرار أمام تقدم النيران في المنطقة.

ورغم جهود آلاف عناصر الإطفاء لاحتواء النيران، اتسع حريق باسيفيك باليسايدس السبت إلى شمال غرب لوس أنجليس. وبات يهدد وادي سان فرناندو المكتظ بالسكان فضلا عن متحف غيتي وأعماله الفنية التي لا تقدر بثمن.

واستفادت فرق الإطفاء من تراجع في حدة الرياح في الأيام الثلاثة الأخيرة إلا أنها عادت لتشتد الآن.

وقال أنتوني ماروني رئيس الإطفائيين في المنطقة “هذه الرياح المصحوبة بجو جاف ونبات جاف ستبقي تهديد الحرائق في منطقة لوس أنحليس عند مستوى عال”.

انتقادات

وتستعيد مدينة لوس أنجليس مشاهد لم ترها منذ جائحة كوفيد.

فقد اختفت زحمات السير الخانقة المعهودة فيها، فيما يضع السكان الذين يخرجون من منازلهم الكمامات بسبب الدخان السام في الجو.

وحذرت السلطات الصحية في لوس أنجليس السبت السكان من المخاطر الصحية الناجمة من دخان الحرائق.

وقال أنيش ماهاجان من إدارة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجليس “في المناطق التي يكون فيها الدخان مرئيا أو تكون هناك رائحة دخان، وحتى في الأماكن التي لا يمكنكم رؤية (الدخان) فيها، نحن نعلم أن جودة الهواء رديئة، لذا يجب عليكم الحد من تعرضكم للهواء الطلق قدر الإمكان”.

وبدأ عدد كبير من السكان يشكك في فاعلية إدارة السلطات للأزمة خصوصا وأن فرق الإطفاء وجدت نفسها أحيانا أمام خزانات مياه فارغة أو تعاني من ضغط مياه منخفض.

وقالت نيكول بيري التي أتت النيران على منزلها في باسيفيك باليسايدس، في تصريح لوكالة فرانس برس إن السلطات “تخلّت بالكامل” عن السكان.

وشددت رئيسة البلدية كارين باس التي تعرضت لانتقادات شديدة، على أن المسؤولين السياسيين وأجهزة الإغاثة والأمن “جميعا على الموجة نفسها”.

وكانت مسؤولة جهاز الإطفاء في المدينة انتقدت الجمعة اقتطاع البلدية من ميزانية جهازها.

وطلب حاكم الولاية التي تضم أكبر عدد من السكان في الولايات المتحدة، غافين نيوسوم الجمعة “مراجعة مستقلة وكاملة” لأجهزة توزيع المياه في المدينة.

ويواجه الناس الذين تم إجلاؤهم صعوبات في إيجاد مسكن جديد مع ارتفاع صاروخي في أسعار الإيجارات.

والسبت، ذكر المدعي العام للدولة بأن تضخيم الأسعار بشكل اصطناعي “جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن سنة وبغرامة قدرها عشرة آلاف دولار”.

حظر تجول ونقاط تفتيش

في ظل عمليات النهب التي تكثر في المناطق المنكوبة أو التي أخليت من سكانها، فرضت السلطات حظر تجول صارما يسري بين الساعة السادسة مساء والسادسة صباحا، في منطقتي باسيفيك باليسايدس وألتادينا الأكثر تضررا.

وأتت الحرائق على أجزاء كاملة من ثاني كبرى المدن الأميركية، مدمّرة “أكثر من 12 ألف” منشأة وهو عدد يشمل الأبنية وكذلك السيارات، على ما أوضحت السلطات السبت.

ويتوقع أن تنجم عن هذه الكارثة أضرار بقيمة عشرات مليارات الدولارات ويخشى بعض الخبراء أن تكون هذه الحرائق الأكثر كلفة التي تسجل حتى الآن.

كلاب مدربة

ويواصل عمال إنقاذ يستعينون بكلاب مدربة، تفقد الأنقاض بحثا عن جثث أو بقايا بشرية. وتفيد السلطات أن الحصيلة مرشحة للارتفاع.

وقال شريف مقاطعة لوس أنجليس روبرت لونا السبت إن التحقيق لتحديد أسباب هذه الحرائق يتواصل بمشاركة مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي).

وأكد “لن نهمل أي خطوط. إن كان الأمر يتعلق بعمل إجرامي، وأنا لا أقول ذلك، يجب أن نلقي القبض على الشخص أو الأشخاص المسؤولين”.

الرياح التي تهب راهنا معروفة باسم “سانتا آنا” وهي مألوفة في فصلي الخريف والشتاء في كاليفورنيا. لكن خلال الأسبوع الحالي بلغت حدة غير مسبوقة منذ العام 2011، على ما أفاد خبراء بالأرصاد الجوية مع وصول سرعتها أحيانا إلى 160 كيلومترا في الساعة.

وهي تحمل الجمر بسرعة في الأجواء على مسافة كيلومترات.

وتشكل هذه الرياح كابوسا للإطفائيين لأن كاليفورنيا عرفت سنتين ماطرتين جدا أدتا إلى إنعاش الغطاء النباتي الذي يبس حاليا بسبب الشتاء الجاف الذي تشهده المنطقة.

ويشير علماء بانتظام إلى أن التغير المناخي يزيد تواتر الظواهر الجوية القصوى.