اختلال إيقاعات “موازين” بسبب حملة المقاطعة تضامنا مع غزة
انطلقت سهرات مهرجان موازين إيقاعات العالم يوم الجمعة الماضي وفي الخلفية، سجال قديم جديد، بين من يطالب بإلغاء هذا المهرجان وبين من يدافع على استمرار تنظيمه، غير أن معارضته هذه السنة، استندت إلى الأحداث التي يعيشها العالم وهو يتابع المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، والمستمرة منذ أكتوبر 2023.
ومع بداية سهرات مهرجان موازين هذه السنة، انتقلت حملة مقاطعة المهرجان التي أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من عالمها الافتراضي إلى منصات المهرجان، وقد اختلفت التقديرات بشأنها حول عدد الحاضرين، غير أن العدد بدا أقل بكثير مما دأب عليه المهرجان الذي يوصف بالأكبر مغربيا ومن بين الأضخم عربيا.
في نسخة هذه السنة حضر الفنانون وجُهزت المنصات فيما انقسمت آراء الجمهور بين من حضر اقتناعا بضرورة الحضور وعدم ربط المهرجان بما يجري على أرض فلسطين، وبين من قاطع، تجاوبا مع حملة المقاطعة الداعية كذلك إلى عدم الربط بين مشاهد الموت التي تنقلها القنوات الدولية كل يوم من غزة، ومشاهد الرقص على إيقاعات موازين.
هذا المهرجان، الذي عادة ما يواجه بحملات تطالب بمقاطعته بالنظر للميزانيات الضخمة التي يلتهمها في سياق تنامي الفقر والهشاشة، ووجود أولويات لدى الشعب المغربي، وهي الدعوات التي كثرت هذه السنة، كونه يتزامن مع الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، لطالما خلق جدلا كبيرا حول دواعي ومرامي تنظيمه.
ولم تفلح الحملات هذه السنة في ثني الفنانين المغاربة والعرب عن المشاركة في إحياء حفلاته، بل منهم من خاض مواجهة مع إدارة المهرجان قبل سنوات قليلة، ليختار بعدها المشاركة في نسخة هذه السنة رغم اشتداد دعوات المقاطعة، وتبرير قرار مشاركته “بقرارات الدولة ومؤسساتها التي تعرف مصلحة البلاد،” على حد تعبيره، وإن كان الأمر يتعلق بمهرجان غنائي تنظمه جمعية تسمى جمعية مغرب الثقافات.