story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

اجتماع “تشاوري” بين تونس والجزائر وليبيا حول تكتل مغاربي جديد يستثني المغرب وموريتانيا

ص ص

تبدو الجزائر إلى جانب تونس ماضية في سعيها نحو بناء تنسيق مغاربي جديد، بديلا عن اتحاد المغرب العربي، بما يستثني المغرب، ويسعى لضم موريتانيا لصفوفه.

ويعقد الرئيس التونسي قيس سعيّد مع نظيريه الجزائري والليبي غدا الإثنين، “الاجتماع التشاوري الأوّل” من أجل بلورة تكتل مغاربي جديد، في ضوء الجمود الذي يشهده اتحاد المغرب العربي الذي يضم أيضا المغرب وموريتانيا.

وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية التونسية أن سعيّد وجه الدعوة إلى “الرئيس عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، وفخامة الرئيس محمد يونس المنفي، رئيس المجلس الرئاسي بدولة ليبيا (…) للمشاركة في الاجتماع التشاوري الأوّل بين قادة البلدان الشقيقة الثلاثة”.

وبذلك لم يتم توجيه الدعوة إلى المغرب ولا إلى موريتانيا لهذا الاجتماع الذي يحضر لتشكيل هيئة على المستوى المغاربي.

وكان القادة الثلاثة اتفقوا على هامش قمة الغاز بالجزائر بدايةمارس على “عقد لقاء مغاربي ثلاثي، كل ثلاثة أشهر، يكون الأول في تونس بعد شهر رمضان”.

وخلال اللقاء بحث الرؤساء “الأوضاع السائدة في المنطقة المغاربية وضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية بما يعود على شعوب البلدان الثلاثة بالإيجاب” بحسب بيان للرئاسة الجزائرية.

ودافع وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف عن هذه المبادرة معتبرا أنها تأتي لملء فراغ، في حين أن اتحاد المغرب العربي الذي أنشئ قبل 35 سنة “في الإنعاش” و”لا يقوم بأي نشاط”.

من جهته أكد الرئيس عبد المجيد تبون في لقاء صحافي بداية أبريل أن “هذا التكتل ليس موجها ضد أي جهة كانت” وأن “الباب مفتوح لدول المنطقة” و”لجيراننا في الغرب” أي المغرب.

موريتانيا تمانع

في مقابل الحماس الجزائري نحو بناء تكتل مغاربي يستثني المغرب، نقلت وسائل إعلام موريتانية عن مصدر حكومي جزائري رفض موريتانيا المشاركة في آلية التنسيق المغاربية، مبرزة أنه “كان لافتا إبعاد موريتانيا التى كان رئيسها محمد ولد الشيخ الغزواني بالجزائر حيث شارك فى جلسة افتتاح قمة منتدى الدول المصدرة للغاز ثم غادر قبل اختتام القمة”.

وكان تبون قد مهد لشكل جديد من التعاون مع تونس وليبيا وموريتانيا، الشهر الماضي، عندما أوفد وزير خارجيته أحمد عطاف إلى المنطقة المغاربية في جولة شملت تونس وطرابلس ونواكشوط، كما عاد تبون للاتصال بالرئيس الموريتاني، لإطلاعه على نتائج اللقاء المغاربي الثلاثي الذي جمع رؤساء كل من الجزائر، وتونس، وليبيا، في الجزائر.

خطوة غير عقلانية

انتقد المؤرخ تونسي عبد اللطيف الحناشي ما وصفه بإقصاء وعزل المغرب وموريتانيا من لقاء التنسيق المغاربي الذي عقده مؤخرا رؤساء تونس والجزائر وليبيا على هامش قمة الدول المصدرة للغاز في الجزائر، محذرا من نسف اتحاد المغرب العربي.

وقال الحناشي، في حديثه إلى “صوت المغرب”، إن تحالف ثلاثة دول مغاربية بشكل يستثني المغرب وموريتانيا هو نسف لاتحاد المغرب العربي، في خطوة يراها “غير مقبولة وغير عقلانية ولا تنتمي إلى تاريخ المنطقة المغاربية وراهنها”، وتمثل حسب قوله تراجعا على الأسس التي بني عليها الاتحاد المغاربي.

الخطوة الأخيرة، يقول الحناشي إن خطورتها تكمن في إمكانية إدخالها للمنطقة في واقع جديد، يقول إنها في غنى عنه، مؤكدا على أن الخلافات التي تعيشها الدول المغاربية، كان من الممكن حلها بالرجوع للاتفاقات السابقة، وعلى رأسها اتفاق مراكش سنة 1989، وهي اتفاقات يقول إنها “قادرة على المساعدة في حل المشاكل الاقتصادية والسياسية للمنطقة”.