إقالة رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط بسبب التحرش الجنسي والفساد
بعد أيام من الإعلان عن تعيين رئيس جديد لمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، خلفا لنظيره الأسبق دايفيد غوفرين، كشف تقرير لصحيفة “كان” العبرية والمقربة من دوائر القرار الإسرائيلي، عن خلفيات إعفاء هذا الأخير من مهامه، ونشرت تفاصيل عن العقوبات الصادرة في حقه.
تفاصيل التحقيق
وكشفت الصحيفة في ذات التقرير أن دافيد غوفرين، متورط في تهم تتعلق بالتحرش الجنسي والفساد المالي، واستندت هذه التقارير على المعطيات التي أسفرت عنها التحقيقات مع غوفرين نفسه، إذ كانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد استدعته في وقت سابق للتحقيق معه بشأن التهم الموجهة ضده، والتي تتعلق بتهم التحرش الجنسي ضد موظفات مغربيات، واختلاس أموال تبرعات.
ووفقا للمصادر ذاتها، أوصت الخارجية العبرية بإقالة غوفرين، وقالت إن “المفتش العام لوزارة الخارجية وفريق التفتيش قرر بعد جلسة استماع إنهاء مهام دافيد غوفرين في مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط”.
وجاء في تقرير التحقيق الذي أجري مع غوفرين وفق ما قالته الصحف العبرية بأن مدقق الحسابات وقف على سلسلة من التجاوزات المالية، إضافة إلى ثبوت تورطه في جرائم التحرش الجنسي مع 11 عاملة مغربية بالمكتب.
واعتبر التقرير الكامل أنه بسبب المخالفات التي أقدم دافيد غوفرين على ارتكابها خلال فترة توليه رئاسة مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط “أضحى المكتب يواجه صعوبة كبيرة في العمل بشكل صحيح”.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية،في وقت سابق، بقيادة مديرها العام رونان ليفي قد أجرت تحقيقا مغ غوفرين قبل أن تقرر في النهاية إعادته إلى عمله بعد أن وجهت إليه إنذارا تأديبيا”.
وعند تفجر هذه القضية كان غوفرين قد نفى تلك الاتهامات، واعتبر في رسالة وجهها إلى الخارجية الإسرائيلية بعد انطلاق الاتهامات ضده، بأنها اتهامات كيدية صادرة عن الضابط المسؤول عن أمن المكتب ران مازويانيم، والذي سبق أن فُصل عن عمله بعد خلافات مع ديفيد غوفرين.
وبعد هذه التحقيقات الأولى التي أجريت مع غوفرين العام الماضي، كان قد عاد بعدها منتصف شهر يوليوز الماضي إلى المملكة المغربية، من أجل استئناف مهامه الديبلوماسية كرئيس لمكتب الاتصال الإسرائيلي في العاصمة الرباط، بعد غياب دام لحوالي 10 أشهر.
الرئيس الجديد
وتحدثت مصادر إعلامية خلال الأيام القليلة الماضية، عن استعداد مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط لاستقبال رئيس جديد، خلفا لديفيد غوفرين، ويتعلق الأمر بمارك أتالي، الوزير المفوض في سفارة إسرائيل بفرنسا، حسبما أكدته مصادر رسمية لمجلة ”ماروك إيبدو”.
وأوضحت ذات المصادر، أن مارك أتالي، الوزير المفوض في سفارة إسرائيل بفرنسا، من المتوقع أن يصبح رئيسا لمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، خلفا لديفيد جوفرين.
وأضافت المصادر، أن مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، “لا يزال مفتوحا رغم ما تردد من أخبار عن إغلاقه خوفا من عمليات انتقامية محتملة”، مبرزة أن ” الموظفين المغاربة فقط هم الذين ينشطون حاليًا داخل مكتب الاتصال”، وذلك بسبب الحرب الإجرامية التي تشنها آلة جيش الاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين الفلسطينيين.
وتمر علاقات التطبيع بين المغرب وإسرائيل بفترة معقدة على خلفية الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة المحاصر منذ أكتوبر 2023.
وفي المغرب تستمر المظاهرات الاحتجاجية، المنددة بحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون على يد دولة الاحتلال الاسرائيلي، والمطالبة في نفس الوقت بوقف كل أشكال العلاقات بين الرباط وتل أبيب، وغلق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط.