إسماعيل الصيباري..وجه من مستقبل المنتخب المغربي
تلقى أول استدعاء من طرف المدرب روجي شميدت في نونبر 2020، من أجل اللعب في صفوف الفريق الأول لنادي أيندهوفن، بعد فترة من لعبه في الفريق الثاني تحت قيادة المدرب المغربي عادل رمزي، لتأتي مرحلة اللاعب الدولي الهولندي السابق، فإن نيستلروي كمدرب، ويصبح معه إسماعيل منذ ذلك الحين لاعبا أساسيا في الفريق ومؤثرا في نتائجه في الدوري الإيريديفيزي، وكأس عصبة الأبطال الأوربية.
في الرباط، عندما جلس ذلك الولد الخجول القادم من هولندا في ندوة صحفية سبقت مباراةً للمنتخب الوطني المغربي الأولمبي ضد نظيره الغيني في إطار نهائيات كأس إفريقيا للأمم لأقل من 23 سنة، كانت أخباره قد سبقته بمدة ليست بالقصيرة.. جامعة كرة القدم في بلجيكا، ومدرب منتخب “الشياطين الحمر” آنذاك الإسباني روبيرتو مارتينيز، اتصلوا به وألحوا عليه لحمل قميص البلد الذي يحمل جنسيته.. سأله الصحفيون عن ذلك، وعن سبب تفضيله اللعب في المنتخب المغربي، فأجاب بدون تردد: «المغرب هو اختيار القلب، هو بلد آبائي وأجدادي، كانت هناك بلجيكا التي اتصلت بي، وبعده تواصل معي وليد الركراكي، لكي أكون معه في المنتخب الأول، وقلت له نعم. كنت دائما ألعب للمغرب ابتداء من فئة أقل من 15 سنة، لأن حبي للمغرب كبير جدا”.
في الثامن والعشرين من شهر يناير من عام 2001، وداخل المستشفى الكبير لبلدة تيراسا الكطلانية بشمال إسبانيا، رأى إسماعيل الصيباري النور بعد أخيه أكرم الذي كان يتسلق الدرجات في أكاديمية البارصا لاماسيا، من أبوين هاجرا من مدينة القصر الكبير في بداية التسعينات واستقرا في البلدة الواقعة بضواحي برشلونة، حيث عرف إسماعيل خطواته الأولى وسط حي يعرف كثافة سكانية مرتفعة من الجالية المغربية، وبه عرف عالم كرة القدم في سن الرابعة من عمره عندما سجله والده في نادي سانتا تيراسا للهواة.
بعد سنتين، و بينما إسماعيل يظهر موهبته داخل ناديه الصغير، قرر والداه الرحيل عن إسبانيا نهائيا بعد استفحال الأزمة الإقتصادية الطاحنة التي ضربت البلاد، والتي تركتهم بلا عمل ولا مورد رزق .. كانت وجهة الأسرة بجميع أفرادها في صيف 2007 إلى ويلبروك بمقاطعة أنڤيرس البلجيكية، هناك اجتاز إسماعيل وأخوه أكرم اختبارات الدخول لأكاديمية KVC حيث سيكملان دراستهما، و أيضا سيتعلمان اللغة الفلامانية، قبل أن ترصد أعين كشافي نادي بيرشوت موهبة إسماعيل في سن الثانية عشر، ويضموه إلى فئاتهم الصغرى ليلعب فيها أربع مواسم أثبت فيها علو كعبه ضمن الدوريات الجهوية و الوطنية في بلجيكا.
تألق إسماعيل الصيباري ضمن فئات نادي بيرشوت، دفع أندية أندرلخت البلجيكي وإشبيلية الإسباني وأيندهوفن الهولندي إلى السعي في طلبه لمجاورتهم، فاختار أكاديمية عريق العاصمة بروكسيل لتطوير مستواه تحت قيادة اللاعب الدولي السابق لمنتخب “الشياطين الحمر” ياري فيرشارين.. لكن بعد موسمين ستصله رسالة من إدارة ناديه أندرلخت، كادت أن تجهز على حلمه في أن يصبح لاعبا كبيرا، رسالة ملخصها إنهاء فترة وجوده في الأكاديمية بسبب وزنه الزائد. .يقول إسماعيل عن الواقعة بأسف: “نعم لقد كان وزني الزائد هو مبررهم في طردي من الأكاديمية، لكن الذي لم أتقبله هو أنهم تركوا القرار حتى اليوم الأخير الذي سبق انطلاق الموسم الكروي، الشيء الذي دفعني لخوض تداريب انفرادية كالمجنون من أجل إنقاص وزني والتمكن من لعب الموسم مع نادي آخر”.
في موسم 2019-2020 كانت محطة إسماعيل بعد ذلك هي نادي ميشلن البلجيكي، حيث وقع أول عقد احترافي في حياته الكروية، ولعب معه مباريات الدوري الأوربي للشباب، وتألق في مركز الوسط الهجومي، الشيء الذي أعاد اهتمام الهولنديين به وعرضوا عليه الانضمام لنادي “ب إس ف أيندهوفن” في الموسم الموالي.
توقيعه للنادي الهولندي الشهير بعقد يمتد لثلاث سنوات، كان تحولا كبيرا في حياته الشخصية، إذ لأول مرة سيضطر لتحمل مسؤوليته والعيش وحيدا.. يقول إسماعيل الصيباري عن هذا الانتقال: “لقد كانوا يتابعونني منذ ثلاث سنوات، لكني لم أكن قادرا على العيش بعيدا عن أسرتي في بلجيكا، لذلك أخرت هذه الخطوة المهمة في مشواري”.
في نونبر 2020، سيتلقى أول استدعاء من طرف المدرب روجي شميدت، من أجل اللعب في صفوف الفريق الأول لنادي أيندهوفن، بعد فترة من لعبه في الفريق الثاني تحت قيادة المدرب المغربي عادل رمزي، لتأتي مرحلة اللاعب الدولي الهولندي السابق، فإن نيستلروي كمدرب، ويصبح معه إسماعيل منذ ذلك الحين لاعبا أساسيا في الفريق ومؤثرا في نتائجه في الدوري الإيريديفيزي، وكأس عصبة الأبطال الأوربية.
دوليا ورغم توفره على ثلاث جنسيات، فإسماعيل الصيباري كان واضحا منذ وجوده في فئة الفتيان داخل أكاديمية أندرلخت، اللعب للمغرب ولا أحد غيره، رغم المحاولات المستمرة من الإدارة التقنية الوطنية في بلجيكا من أجل ضمه إلى أحد منتخباتها السنية.. فيما لبى دعوة مدرب المنتخب المغربي لأقل من 16 ثم 20 سنة زكرياء عبوب، ثم دعوة عصام الشرعي مدرب منتخب أقل من 23 سنة الذي فاز معه إسماعيل بكأس إفريقيا للأمم وتأهل معه لأولمبياد 2024 في باريس الصيف المقبل.
تألقه مع أيندهوفن الهولندي، بموازاة مع مستواه الكبير ضمن المنتخب المغربي الأولمبي، كان لابد وأن ينتهي قرار ضمه إلى المنتخب الاول عند الناخب الوطني وليد الرݣراݣي، الذي يبحث من الآن عن بناء قاعدة شابة وواعدة لمنتخب المستقبل، فكان تواجده الحالي ضمن لائحة أسود الأطلس في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالكوت ديفوار مستحقا.