إسبانيا تسعى لتشديد إجراءات السفر من المغرب نحو أمريكا اللاتينية
في ظل تشديد الخناق على محاولات الهجرة من السواحل الشمالية نحو أوروبا، وصعوبة خط الهجرة من الجنوب نحو جزر الكناري، كشفت الشركة الإسبانية، عن توجه عدد من الشباب المغاربة نحو الهجرة من المغرب نحو إسبانيا، عبر رحلات جوية تصفها بـ”المفخخة”، وهو ما تفاعلت معه إسبانيا بالتلويح بفرض تأشيرات عبور على المغاربة الراغبين في استعمال مطاراتها نحو وجهات غير أوروبية.
وفي السياق ذاته، تدرس وزارة الداخلية الإسبانية تطبيق تأشيرات العبور في المطارات لمنع الأجانب من ركوب الرحلات القادمة من المغرب والمتجهة إلى دول أمريكا اللاتينيةالتي لا تتطلب تأشيرة دخول لها، مقابل استفادتهم من فترة التوقف في إسبانيا.
وتحدث وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا على الموضوع، بعد لقائه بالرباط مع نظيره المغربي عبد الوافي الفتيت، وسؤاله عن الوضع في مطار مدريد باراخاس، حيث تم منذ أسابيع تكديس أكثر من 300 مهاجر منهم مغاربة في غرف تفتقر للظروف الصحية المناسبة، بعدما توقفوا في إسبانيا وتقدموا بطلبات لجوء.
وقال مارلاسكا: “إذا كان لا بد من تقديم تأشيرات عبور المطار، فسيتم تقديمها بالطريقة المناسبة لتجنب هذه الاستخدامات الاحتيالية”، وأوضح أن هذا الإجراء لن يتعارض مع نظام اللجوء الإسباني، مؤكدا على أنه يتم العمل مع المغرب لمنع ما وصفه بـ”الاحتيال في الرحلات الجوية إلى دول أمريكا اللاتينية”. إيفي”، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الإسبانية.
تفاصيل رحلات “مفخخة”
وكانت الشرطة الإسبانية قد أثارت على مدى الأيام الماضية قضية طالبي اللجوء من المغاربة الذين يتوقفوا في رحلات عبور بمطار باراخاس ويطلبون اللجوء.
وأوضحت الشرطة الإسبانية، أن الشباب المغاربة الراغبين في الهجرة، يحجزون مقاعد على متن رحلات جوية من المغرب نحو دول أمريكا اللاتينية لا تشترط التأشيرة على المواطنين المغاربة، وبتوقف مؤقت في مديد، ويطلبون اللجوء مباشرة بعد وصولهم لصالحة الانتظار في المطار الإسباني.
وتصف الشرطة الإسبانية هذه الرحلات بـ”المفخخة”، وتقول إنها غالبا ما تكون قادة من دول المغرب والسنغال، متوقعة استقبال ما يقارب العشر رحلات منها خلال هذا الأسبوع.
وبدأ الحديث في إسبانيا حول هذا الخط الجديد للرحلات الذي تقول الشرطة إنه أصبح أكثر نشاطا مؤخرا، وذلك بعدما تم تسجيل فرار ما يصل إلى 17 مهاجر مغربي من غرفة اللجوء في مطار باراخاس في مدريد بتكسيرهم لزجاج إحدى النوافذ، وهي قاعة احتجاز كانوا ينتظرون فيها قرارا بشأن طلب لجوء تقدموا به إلى السلطات الإسبانية، كما اختارت مجموعة أخرى من المهاجرين للفرار عن طريق تسكير سقف قاعة الاحتجاز.
أوضاع إنسانية صعبة
وأثارت نقابة الشرطة في إسبانيا قضية المهاجرين المغاربة المحتجزين في مطار باراخاس بمدريد، منبهة إلى سوء أوضاع احتجازهم.
وقالت النقابة إن قاعة الاحتجاز المخصصة لطالبي اللجوء باتت غير قادرة على استيعاب أعدادهم، وتجاوزت طاقتها الاستيعابية، منبهة إلى انتشار بق الفراش في غرف الاحتجاز، وقلة الأكل، وتكدس أزيد من مائة شخص في غرف لا تسع إلا نصف عددهم.
وباتت نقابة الشرطة الإسبانية تمارس ضغطا على المسؤولين في البلاد لإيجاد حل لهذه الأزمة، بسبب نقص الموارد البشرية المكلفة بطالبي اللجوء في مطار باراخاس بمدريد، ما تقول إنه يصعب مهمة توفير الرعاية للمحتجزين، ويصعب مراقبتهم، مفسرة بذلك توالي عمليات فرار المحتجزين من المطار.