إسبانيا تدعم صفقة رست على أخنوش بقرض يصل إلى 250 مليون أورو
وافق مجلس الوزراء الإسباني على منح قرض بقيمة 250 مليون أورو لدعم المشروع الضخم لتحلية مياه الدار البيضاء، والذي تشترك فيه شركة إسبانية مع شركتين مملوكتين لرئيس الحكومة عزيز أخنوش.
وقالت وكالة “أوروبا بريس” مساء أمس الأربعاء 27 دجنبر 2023، إن اجتماع مجلس الوزراء الإسباني وافق على منح هذا القرض لشركة “أكسيونا” الإسبانية إلى جانب شركتين مستثمرتين لتمويل مشروع تصميم وبناء محطة لتحلية المياه في المغرب، وهما “غرين أوف أفريكا” و”أفريقيا غاز” المملوكتين لرئيس الحكومة عزيز أخنوش.
وذكرت وكالة “يوروبا بريس” أن هذا الدعم الحكومي يهدف إلى تعزيز وجود الشركات الإسبانية في إفريقيا والمساهمة في تنمية القارة الأفريقية في إطار استراتيجية «أفق إفريقيا» التي تشرف عليها وزارة الاقتصاد والتجارة والمشاريع الإسبانية.
لقاء ألباريس بأخنوش
ويأتي الإعلان على هذا الدعم الإسباني للصفقة الضخمة التي رست على رئيس الحكومة، بعد أيام من لقاء وزير الخارجي الإسباني خوسيه مانويل ألباريس مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش في الرباط.
وقال ألباريس بعد لقائه بأخنوش، في ندوة صحافية، إنه أثار مع رئيس الحكومة حضور الشركات الإسبانية في المغرب، وخص بالقول مجال تحلية المياه.
تفاصيل الصفقة
وتعد هذه الصفقة، مرتبطة بأكبر محطة لتحلية المياه في إفريقيا ينوي المغرب تشييدها بقدرة توليد 548 ألف متر مكعب يوميًا باستثمارات تقدر بحوالي 8 ملايير درهم، وذلك للاستجابة للاحتياجات المتزايدة لمياه الشرب في منطقة يبلغ عدد سكانها 7 ملايين نسمة، وتسجل حاجة لري خمسة آلاف هكتار.
المشروع الذي وضعت وزارة التجهيز والماء أهدافه، من المقرر أن يتم تشغليه على مرحلتين، الأولى في 2026 والثانية مع حلول 2030، وسط سعي الحكومة لإطلاق مشاريع مماثلة لتحلية المياه في كل من الجديدة وآسفي.
ويسعى المغرب إلى الانتقال من تسع محطات لتحلية المياه يحصيها حاليا إلى 20 محطة بحلول 2030، بقدرة على الإنتاج تصل إلى 1000 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب يوميا.
وحصل ائتلاف الشركات الثلاث على هذه الصفقة، بعدما تنافس عليها مع ائتلاف مكون من أربع شركات، وتقدم قبل أشهر بعرضه المالي في صفقة كان قد وصل النقاش عليها للبرلمان.
الفضيحة السياسية
وبعد الإعلان عن الصفقة، خرج عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية اليوم السبت بتعليق واضح، وصف فيها هذه الصفقة بـ”الفضيحة السياسية”.
وقال بوانو إن المثير الذي يجب الوقوف عنده هو “كيف يمكن لمجموعة يملكها رئيس الحكومة أن تتنافس بطريقة حرة وشريفة وتنال بطريقة لا شبهة ولا لبس فيها هذه الصفقة الضخمة، في مجال حيوي واستراتيجي الذي هو الماء؟”.
نفس الموقف تبنته فاطمة التامني، النائبة عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، والتي وجهت مراسلة إلى رئيس مجلس النواب حول فوزه “بصفقة ضخمة لبناء وصيانة وإدارة محطة تحلية المياه بمدينة الدار البيضاء.
وقالت النائبة إن شركتي رئيس الحكومة التين رست عليهما الصفقة “ليس لديهما خبرة واسعة في مجال تحلية المياه، إلا أنهما فازتا مع شركة أكسيونا بالصفقة الضخمة المذكورة المتعلقة بأكبر محطة على المستوى الافريقي، وهو الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات”.